×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
حمد الحمود

وداعيه يا آخر ليله تجمعنا
حمد الحمود

الاخبار المفجعه لاتأتي إلا منتصف الليل هكذا كانت رسالة وتس اب اتتني منتصف ليل الثلاثاء منتصف هذا الشهر تحمل خبر وفاة صديقي الاثير العزيز ضيف الله المسعودي (ابو رغد) ... لهذا الرجل مكانه كبيره في قلبي كانت تزداد كل يوم للمصداقيه التي كان يحملها في روحه الجميله ، و للموسوعة العلميه والتاريخيه والدينيه التي كانت في ذاكرته وينثرها لنا كلما سنحت لنا الفرصه ان نلتقي ... آخر لقاء كان بيننا في شقتي الجديدة ليلة الجمعه الماضيه ألم يقولوا:
أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة....مذكورة بأول الدنيا وتاليها
جماعة الشمل يوم الناس مجتمعه....سبحان ربي يبعدها ويدنيها
اصررت عليه بالحضور وان يشرفني بزيارته معاتباً له اننا اصدقاء منذ سنوات وجيران منذ سنه ولايفصل بيننا سوى شارع وذكرته انني دائما ما البي دعواته وانني لم اسكن في هذا الحي الا بعد ان عرفت انك اشتريت شقتك الجديده فيه .. كان يعتذر بكل ادب جم انه لايريد ان يكلف علي .. كنت دائماً اعذره بسبب عدم مقدرته على الصعود للدور الثاني بسبب المرض الغريب الذي اصابه والذي يجعله لايقوى على المشي الا بصعوبه متكئاً على احدى بناته ، ازداد معه هذا المرض خلال السنوات الخمس الاخيره وهذا المرض يشبه (الزهايمر) ولم يجد له الاطباء تفسيراً حسب ما افادني به ضيف الله . اصررت عليه بالحضور ولم يجد مع اصراري سوى ان يقول : اقسم لك بالله يابو حمود اني اعزك مثل اخواني وسوف احضر ان شاء الله وحضر .. مازالت هذه العبارات الخارجه من القلب تستوطن قلبي .. اليوم بعد ان غسلوك وكفنوك ودفنوك اقسم لك بالله يابو رغد إني ( اعزك مثل اخواني) ... لن انسى وجهك الصبوح وضحكتك المليئه بالتفاؤل ... لن انسى يوماً عندما قلت لي انه بسبب المرض الذي اصاب رجليك لم تستطع ان تذهب للمسجد وكنت حريصاً ان تذهب لصلاة الجمعه مبكراً متحاملاً على مرضك حتى لاتفقد طعم صلاة الجماعه وحتى تستطيع ان تدخل المسجد باكراً ... لن انسى قولك ان اجمل مافي الصلاة السجود وانه عندما تفتقد لذة السجود تفتقد لذة الصلاة وكأنك تشير لصلاتك على الكرسي الذي منعك من لذة السجود .. عندما اشتريت شقتك الجديدة بالاقساط قلت لي انك اضطررت لهذا الامر خوفاً على بناتك الاربع بعد الموت وكأنك كنت تشعر بذلك .. هل تعلم ياصديقي ان بناتك الاربع يبكينك اليوم واكثرهن كما سمعت ابنتك (شهد) الآن عرفت لماذا قلت لي انه في احد الايام كنت مسترخياً وكان حولي بناتي واتت شهد فقط لتغطيني ... نم ياصديقي قرير العين ويكفيك انك غادرت هذه الدنيا قمراً منتصف الشهر منهياً آخر فروضك في هذه الدنيا تصعد روحك الطاهره إلى بارئها وسط نظرات زوجتك وبناتك الاربع ملوحين لك بالقلوب والمآقي قبل الايادي انت السابق يابابا ونحن اللاحقون .

اخيراً :
اتمنى صادقاً من مسئولي شركة الاتصالات في تبوك ان يقدروا تضحيات هذا الرجل خلال فترة عمله معهم والتي تجاوزت اكثر من عشرين عاماً كفني تركيبات ثم اداري والاخذ في الاعتبار الحاله المرضيه التي كان يعاني منها قبل وفاته .
بواسطة : حمد الحمود
 18  0