×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

الكلام المفطّح في المفهوم المسطّح !
سديم العطوي

أعترف وبدون أسف , أن عنوان هذا المقال في واد , وأنا في واد آخر . وقد أكون كالذي يحمل أسفارا ولا يدري عما تحويه الأسفار من الأخبار . لكن من الخير أن لا نلتقي . فالشتات وسيلة لكسب الرأي العالمي في " خيمة " , وكسب المساعدات الإنسانية في " طنجرة " .. وهذا ما يحلم به المشتتون في هذا العالم . حيث تحملهم العدالة الدولية على ناقتها العرجاء العجفاء ممثلة في الأمم المتحدة ( المتحدة من أجل سعادة الأقوياء ) . فالأهداف إنسانية !.. وهي قادرة على أن توجد لكل مشتّت وطنا غير وطنه , وتدفع له بالدولار ما يجعله ينسى نفسه بعد وطنه , فيما يسمى تبادل المواطنة . وذلك من أجل التقارب بين الشعوب . فالانتماء في المفهوم العولمي لا يعني الارتباط بإرث الأباء والأجداد من منطلق ضيق تحده حدود الوطنية حسب التقسيمات الجغرافية . فالأرض في ظل العدالة الدولية هي وطن الإنسان , ولا داعي للتحجر داخل حويصلات الوطنية وضرب الناس بالحجارة . فنحن نعيش عصر العولمة التي تجعل من العالم دولة واحدة , تحكمه الولايات المتحدة , من خلال البرلمان العالمي ( الأمم المتحدة ) الممثل الشرعي الوحيد لشعوب العالم . ومن ثم تجاوز الحدود الدولية والنفسية بين الشعوب . وقد قالت كونداليزا رايس ذات مرة أنه لا سيادة مطلقة !, ليكون من تقصدهم " رايس " حراس طرق لقوافل التجارة العالمية التي تجوب الآفاق بقيادة الحيتان . ليجد كل واحد نفسه في أضيق حدود الوطنية , والمتمثلة في صيوان بيته . فهذا - في مفهوم الحيتان هو الوطن الحقيقي للإنسان يقدره على أي تراب كان , والذي يستطيع أن يخوض من أجله حربا مقدسة دون أن يوصم بعار الإرهاب .. ولا شأن له حينئذ ببيوت الجيران .. ومن دخل بيته كان آمنا . فالأهل والعشيرة والانتماءات الجزئية في مفهوم الحيتان هي من موروثات القرون الغابرة , لما تبثه من نزعة عنصرية تهدم سبل التعايش السلمي بين البشر . ولتحقيق أقصى درجات الاندماج والذوبان تسعى الحيتان إلى تفكيك عنصر الوجود في التركيبات الاجتماعية ( الأسرة ) ليصبح الأب والأم آلة تفريخ تدفع بالإنسان إلى الانتماء الأعلى ( الإنسانية ) , ولا سبيل لتكوين الانتماء الأدنى . فلا أسرة ولا قبليّة ولا قوميّة ولا وطنيّة , ليصبح البشر كلهم - حسب هوى الحيتان أمة واحدة في اللاإنسانية .. ذلك حين تكون الرحمة والعطف والحنان والعدل والضمير والأخلاق وحب الوطن في مهب ذاريات العولمة .
والسلام
بواسطة : سديم العطوي
 2  0