×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

هل ذقت يوماً.... ذل السؤال!!

إن لم تسأل أحداً في قضاء حوائجك، فلا تقرأ هذا المقال؛ لأنه لا يعنيك.
يخبرني أحدهم بقوله: في أحد الجوامع وبعد انتهاء الصلاة نهض شيخ وقور قد قارب الثمانين من العمر؛ ظن الحاضرين أنه واعظ سوف يلقي موعظة ، فأخذ يسرد قصة ابنه الذي داهمه مرض عضال أرقده في مستشفى خاص لتلقي العلاج. وقد أرهقته الديون وهو مهدد بالخروج من منزله المستأجر مع عائلته - فكان يبكي بحرارة، وبعد الخروج من الصلاة - وقف أحدهم بجانبه يواسيه في مصابه بمرض ولده ظناً منه أن الذي أبكاه هو الخوف من فقد ولده - فقال الشيخ يا بني دعني؟ فهل ذقت يوماً مرارة السؤال؟ فتوقف الشيخ عن بكاءه بينما ذرفت عيني السائل بعد أن عرف سر بكاء هذا الشيخ.
مفارقة عجيبة " شخص يطلب العون لعلاج ولده وعيناه تذرفان بالدمع- بينما تجد أحدهم قد حزم حقائب السفر إلى خارج البلاد للتطبب من وعكة صحية تسمى " الزكام" الذي قد ألم به.
مؤسف مثل هذا أن يكافح تسوله دون معرفة أسبابه، بدلاً من تقصي حالته، ومكافحة فقره وعوزه، وقضاء حاجته.
*ومؤسف أيضا ًأن تتعرض يوماً إلى أذى من شخص قد أسدى إليك معروفاً.
كثيراً هي الظروف التي تضطرك يوماً إلى طلب العون، فقد تحتاج إلى واسطة في قضاء أمر من الأمور، أو إلى قرض مادي، أو شفاعة حسنة لدى مسؤول.
ذل السؤال لا يعادله ذل؛ إلا ما كان في طلب العلم " ذللت طالباً فعززت مطلوباً". وأما قضاء حاجات العباد فهي نعمة من رب العالمين الذي أغناك وأفقره، وأعطاك وأحرمه؛ فاحمد ربك وتذكر قول الشاعر:
لا تمنعن يد المعــــروف عن أحــد ..... ما دمت مقتدراً فــالســــعد تــــارات
وأشــكــر فـضـائل صنع الله إذا جعلت..... إليك لا لك عـند الـناس حــاجـات
فإن اضطررت يوماً إلى طلب الحاجات من قريب أو بعيد؛ فاحذر أن تسأل مناناً فيؤذيك، أو بخيلاً فيحرمك ولا يعطيك.

" وَلاَ تَرْجُوا السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيـلٍ ........ فَمَـا فِـي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ ".
بواسطة : صدى تبوك
 2  0