×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عوده الحويطي

اوزنجول الساحل
عوده الحويطي

لطالما اشتهرت قرية "اوزنجول" التركية بجمال بحيرتها ومسجدها الذي كون معها مشهداً خلاباً يستقطب الكثير من محبي السياحة حول العالم. في المقابل فإنه لطالما شبه زوار مدينة "ضباء" خليجها الصغير " باوزنجول". حيث أن ذلك الخليج مع مسجد الأمير فهد بن سلطان يعطي لوحة متناغمة و مشابهة في الأعين "لأوزنجول". هذا بالإضافة إلى قوارب النزهة التي تتهادى على ضفاف خليجها لتزيدها جمالاً.

ولكن هناك ثمة أمور تجعل الأعين تنصرف بسرعة الضوء عن النظر إلى "ضباء " !!. فخلف كل مكان مشوه أيدي عابثه !!. وخلف كل قارب من تلك القوارب الجاثمة فوق الخليج حكاية موغلة في البيروقراطية. هذه القوارب تعيل أسر كثيرة ، فمصدر الرزق الوحيد لملاكها هو ما يكسبونه من رحلات النزهة التي يقدمونها للسياح والمتنزهين. ولكن مالا يعلمه الكثيرون هو معاناة ملاك تلك القوارب مع " وزارة النقل " و"بلدية ضباء".

في ما مضى كانوا يحصلون على الترخيص لتلك القوارب من وزارة النقل تحت اسم " قارب نزهة" ، وكانت قيمة التجديد السنوي حوالي 300 ريال. وفي العام الماضي طُلب منهم تغيير الإسم إلى"قارب نزهة للإيجار" أما قيمة التجديد فأصبحت 900 ريال. ولطالما تسأل مُلاك هذه القوارب عن ما ستقدمه لهم وزارة النقل من خدمات؟ ولكن يبدو أنه لا مجيب على تساؤلاتهم. فالتجديد مستمر بدون أي مقابل من الخدمات.

أما الجانب الأخر من المعاناة هو أن الكثير من العائلات عندما يأتون إلى خليج "ضباء " لإستقلال تلك القوارب للنزهة يعودون أدراجهم محبطين. والسبب هو عدم وجود رصيف مناسب وأمن ومهيأ لصعود العوائل على القارب. فالطريقة التي لا يجدون سواها للصعود على القوارب طريقة غير لائقة حضارياً. هذا بالإضافة إلى خطورتها فهناك احتمالية دائمة لسقوط المتنزهين بين الرصيف والقارب. هذا المنظر الغير لائق يعد سبب رئيس في تقهقر وعزوف المتنزهين عن استخدام تلك القوارب. فذلك المشهد يؤثر سلباً على السياحة وأيضاً على أصحاب القوارب الذين يقتاتون على تلك الرحلات. فالحق المشروع هنا هو إقامة رصيف آمن ومهيأ لصعود المتنزهين في منظر حضاري لائق. ولعل بلدية ضباء هي من ينتظر الجميع منها القيام بذلك. العجيب أن هذه البلدية هي نفسها التي أعلنت قبل ثلاثة سنوات عن مشروع بقيمة 12 مليون ريال لحفر نفس الخليج وإنشاء مرسى لقوارب المتنزهين ولكن للأسف حتى الآن لم تقم بأعمال تهيئة المرسى والأرصفة المناسبة حضارياً لصعود المتنزهين على قوارب النزهة!!.

ومن غرائب الحكايات حول هذا الخليج و تلك القوارب أنه في العام الماضي طلبت "وحدة البحث والإنقاذ الساحلي" من أصحاب القوارب استخدام أجهزة اللاسلكي ليتم التواصل بينهم وبين وحدة البحث والإنقاذ أثناء رحلات النزهة. وبالفعل قام ملاك القوارب باستخدام أجهزة اللاسلكي ولكن المفاجأة كانت أن "وحدة البحث والإنقاذ" لا توجد لديهم أجهزة لاسلكي ليتم التخاطب بينهم وبين ملاك القوارب.
فكل يوم يخرج المتنزهين على تلك القوارب في البحر بدون تواصل لاسلكي مع وحدة البحث والإنقاذ. فماذا لو غرق أحد تلك القوارب بعائلة ما خرجت للنزهة؟ إنها كارثة موقوته لأصحاب القوارب والمتنزهين. لذلك من الواجب أن تبادر الجهات المعنية بإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لإيقاف هذه الكارثة قبل وقوعها. أم إننا لا نستيقظ إلا بعد وقوع الكوارث ؟!

مدينة ضباء الجميلة ومنظر خليجها الصغير وقوارب النزهة لوحة فنية تحتاج لمن يتم رسمها على أكمل وجه. ولعل هيئة السياحة الغائبة عن هذا المشهد أن تحضر وتكون لها ريشة الكمال في تلك اللوحة. فأبناء ضباء وروادها لا يجدون بداً من إتمام تلك اللوحة بخيالاتهم البسيطة. فيتخيلون المطاعم والأسواق تحف الخليج الصغير من كل جانب بإلاضافة إلى المتاجر والمعارض التي تعرض شيئاً من تراث ضباء. ولو اكتملت اللوحة على أرض الواقع لكان خليج ضباء لافتاً للإنتباه وعامل جذب سياحي للمدينة. وبذلك تكون ضباء بحق اوزنجول الساحل.
بواسطة : عوده الحويطي
 6  0