×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شتيوي العطوي

حروب العرب !
شتيوي العطوي

منذ حرب فلسطين عام 1948م ، شهدت المنطقة العربية العديد من الحروب : العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م ، حرب الأيام الستة عام 1967م ، حرب اليمن ( 1962م 1970م ) ، حرب أيلول ( 1970م ) ، حرب العاشر من رمضان ( 1973م ) ، الحروب التي شهدتها لبنان ( 1975م 1990 م ) ، اجتياحات إسرائيل للبنان ، حرب الخليج الأولى ( 1980م 1988 م ) ، احتلال العراق لدولة الكويت ( 1990م ) حرب الخليج الثانية ( تحرير الكويت 1991م ) ، حرب الخليج الثالثة ( 2003م ) الحرب في سوريا ، الحرب في ليبيا ، . وما جرى في السودان ، ومن كثرة الحروب نسيت بعضها . وها نحن اليوم نشاهد الحرب في اليمن ، وقد تكون بداية حرب الخليج الرابعة وربما تكون أعنف من الحروب السابقة وأطول أمدا .
يقولون : إن أجمل ما في الحروب انتهاؤها !. والحق أن الحروب لا تنتهي إلا على مآسي كبيرة ، يدفع ثمنها الأبرياء الذين لا حيلة لهم حتى على الهرب من جحيمها . وإن تمكنوا فسيجدون أنفسهم في عراء الذلة والمهانة . ونحن اليوم نعيش في عالم متطور لكنه لا يؤمن بحق الإنسان في أن يعيش حرا كريما ، رغم تشدقه المستمر بحقوق الإنسان التي سرعان ما تختفي في سلة مهملات المصالح المشتركة . واللوم هنا يقع على العرب الذين لم يعرفوا قيمة أنفسهم وعلى القوميين العرب الذين باعونا بأكاذيبهم .
لقد نشأت الجامعة العربية في عام 1945م ، أي قبل الأمم المتحدة ، لكنها لم تفلح في شيء أبدا . ولعل القارىء الكريم يتذكر أن أكثر العبارات تداولا في جامعة العرب ومؤتمرات القمة وعلى ألسنة الزعماء هي قول ( شقيق وشقيقة ) . والحق أنه لا شقيق ولا شقيقة ، فكل واحد يغني على الست " شفيقة " .
فلماذا لم تنجح الجامعة العربية في تحقيق أهداف الأمة ؟
لقد ولدت الجامعة العربية في أحضان الانجليز .. وكان أول المزغردين لمولدها " أنتوني أيدن " ففي 24 فبراير 1943 صرح إيدن في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين "العطف" إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية!
هل تحقق شيء من ذلك ؟
الحقيقة أن العرب لم يخرجوا من عنق زجاجة الاستعمار إلا وقد دخلوا في عنق زجاجة " الإستحمار " . ولأن غربت شمس انجلترا ، فقد أشرقت شمس أمريكا على العرب . وهنا مؤامرة تديرها الولايات المتحدة ، ذلك الذئب الذي يتدثر بجلد خروف . ولعل ما جاء على لسان وزير الخارجية الامريكي " جون كيري " حين قال " إنه يمكن القبول بالأسد لأنه يحتاج إليه في محاربة تنظيم داعش! " يجعلنا ندرك أن أمريكا لا يهمها شيء سوى مصالحها . فهل يعقل أن أمريكا التي أسقطت نظام صدام حسين في يومين عاجزة عن محاربة " داعش " إلا بمعاونة " الأسد " الذي لولا أمريكا لم يفك نفسه مما يسمى " جبهة النصرة " التي ما أن دخلت دمشق وأحكمت الحصار على الأسد حتى أعلنت أمريكا بأن جبهة النصرة منظمة إرهابية .
وهنا أقول بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن إيران تعمل بمفردها ، فليست إيران بالقوة العظمى ، وما هي إلا رأس حربة . وعلى العرب أن يضعوا أيديهم على الداء المتغلغل في عظامهم . وأملي بعد الله تعالى في هذا البلد العظيم ( المملكة العربية السعودية ) لكي تقوم بدورها في الدفاع عن عما تبقى من كرامة العرب . وقد كتبت مقالا قبل عشرين سنة نشرته الشرق الأوسط . وكان المقال عبارة عن رؤية إستشرافية لمستقبل المملكة ، وقد تلقيت على إثره خطاب شكر وتقدير من مكتب الصحيفة في لندن موقعا باسم نائب رئيس التحرير الأستاذ " محمد التونسي " . وقد قلت بأن العرب سيلتفتون حولهم في يوم من الأيام فلا يجدون غير المملكة العربية السعودية . وأنا على ثقة بأن العالم الإسلامي الذي يكن لهذا البلد كل الاحترام والتقدير سيقف موقفا إيجابيا فيما تتخذه المملكة من إجراءات . وأنّ ما تقوم به المملكة اليوم هو عين العقل والصواب . وهي حرب فرضها الطرف الآخر الذي يريد أن يجتاح مشرقنا ومغربنا . وعلينا جميعا الوقوف صفا واحدا في وجه كل معتد لا يؤمن بمبادىء ولا قيم ولا عهود أو مواثيق .
وخير الكلام دعاء : رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا ، وجميع بلاد العرب والمسلمين ، وكل من يريد السلم في هذا العالم .


والسلام
بواسطة : شتيوي العطوي
 6  0