×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

المبصرون بأفعالهم وحبهم للحياة
نواف شليويح العنزي

المبصرون بأفعالهم وحبهم للحياة

المكفوفون والكفيفات فئة ناجحة فقدوا حاسة البصر في مرحلة عمرية قد تكون مبكرة جدا ، ولم يفقدوا القدرة على تحقيق الذات وتجاوزها والسعي الدؤوب لتحقيق النجاح الشخصي والفعالية الاجتماعية ، وعلى الرغم من استعانتهم بالعصا البيضاء في أثناء تنقلاتهم الفردية والجماعية داخل محيطهم اليومي وخارجه ؛ إلا أنهم مبصرون بعقولهم وأفعالهم ، ويسعون لتحقيق التقدم في مجالات عديدة ومتفوقين على كثير من المبصرين ، وتمكن أغلبهم وبكل جدارة من الوصول لمراكز وظيفية جيدة تعكس مدى جديتهم وقدراتهم الذهنية المميزة.

ونظرا لمكانتهم كفئة فعالة ومنتجة في المجتمعات البشرية اعتمد العالم يوما للعصا البيضاء في الخامس عشر من أكتوبر من كل سنة للاهتمام بهذه الفئة واستثمار أفضل الإمكانيات المتاحة لخدمتهم والاستفادة من قدراتهم المتنامية ، ومع إبداعهم وتميزهم المستمر خرج أطباء العيون وغيرهم من العلماء بتراكم معلوماتي يفيد بأن التعرض لفقد حاسة البصر كليا أو جزئيا يحدث نتيجة أسباب أجملوها في محورين هامين ؛ المحور الأول يضم أسباب تعود لما قبل ميلاد المكفوف ومنها العوامل الوراثية ، وسوء التغذية وتناول بعض الأدوية ، والأمراض المعدية والمحور الثاني يعود لأسباب ما بعد ميلادهم ومنها المياه البيضاء وداء السكري وأمراض الشبكية والالتهابات المتكررة للعيون والحوادث المؤثرة على العين بصورة مباشرة.

وبالرغم من تعرض الكثير من البشر لفقد حاسة البصر إلا أن العلماء اكتشفوا أنه لا توجد فروق بينهم وبين العاديين في درجة الذكاء ، ولا يؤثر فقد البصر على القدرة في اكتساب اللغة المسموعة ، ويتفوق بعضهم على المبصرين في التحصيل الدراسي ويستطيعون إتقان مهارة الحركة ، والتنقل خلال فترات زمنية قصيرة باستخدام المعينات المناسبة ، ويستطيع المكفوفون والكفيفات تعلم طريقة الأوبتكون في القراءة و برايل في القراءة والكتابة ، ومع التقدم العلمي والحضاري العالمي توفرت أجهزة ناطقة تساعدهم على القراءة دون استخدام حاسة اللمس نهائيا ، ومعرفة الألوان بدرجاتها المتعددة ، ويفضل عند تعليم هذه الفئة من الطلاب والطالبات التركيز على المهارات الأساسية ؛ كمهارة الاستماع عن طريق وسائل التقنية الحديثة ، ومهارة الحركة ، واستعمال الحاسب الآلي والمهارات البدنية المناسبة لأعمارهم ، مع التحفيز والتنوع في التعزيز بصفة مستمرة ، وإتاحة فرصة الاستعانة بكاتب مناسب لهم عند إجراء الامتحانات التحريرية سواء في المرحلة الجامعية أو غيرها ، وللجمعيات الخيرية وتجار التجزئة أثر عظيم في نفوس هذه الفئة وأسرهم عند قيامهم بأداء الواجبات الضرورية تجاههم.

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0