×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ضيف الله عيد المضلعاني

عذراً يا رمضان
ضيف الله عيد المضلعاني

أيام قلائل ويطل علينا شهر مبارك انه شهر رمضان الذي يصومه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهو الركن الرابع من أركان الإسلام وفيه نزل القرآن وليلة القدر التي يطلبها كل مسلم فهي خير من ألف شهر.

هذا الشهر لنا معشر المسلمين معه تاريخ مجيد سجل على مر التاريخ بمداد من ذهب ففيه أول معركة مع مشركي مكة قريش ومن حالفهم من أهل مكة كان ذلك في غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة 17 رمضان وكان النصر العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

وفيه الفتح العظيم (فتح مكة) في السنة الثامنة من الهجرة وفيه نصرٌ للإسلام بمعارك كثيرة لعل أشهرها معركة (حطين )بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله عندما هزم الصليبيين و حرر القدس وحرب رمضان والنصر على العدو الصهيوني وعبور خط بارليف اليهودي على قناة السويس عام1973م

هذا الشهر الكريم له حرمة عظيمة عند جميع الشعوب المسلمة في شتى بقاع الأرض
لكن بماذا يتم استقبال هذا الشهر العظيم!؟

في الأعوام السابقة لأكثر من عقد من الزمن كان الاستقبال لا يليق بالشهر وحرمته وحيث أن التجار بالأخلاق والقيم لازالوا في غيهم سائرون و لا محاسبة ولا عقاب
لذا متوقع استقباله بقنوات فضائية أعدت الآتي :

*برامج خصصت لرمضان ليس لتواكب عظمة هذا الشهر و تحترم حرمته ولكن لإسهار المسلمين و إشغالهم ليبقوا سهارى حتى الفجر ليكون الصوم نوم لقد بذلوا عشرات إن لم تكن مئات الملايين لإفساد الصيام سواء عن قصد أو غير قصد.

*مسابقات تافهة مثل تفاهة معديها ومقدميها ومموليها ومخرجيها فهي تعتمد على سذاجة الأسئلة و التغشيش فيها مع سهولتها وصراخ مقدميها بل انه إلى النباح اقرب هو لا يلام رزقه فلوس بالهبل ومن جيوب السفهاء و الغلابى والمضحوك عليهم من المشاهدين.

*دعايات لا تثقف و لا يستفيد المشاهد منها سوى نشل ما بجيوبه ومحفظته مع مناظر تخدش الحياء وتبتعد عن الفضيلة بعد الأرض عن السماء.

وبعد أن ما دونته غيض من فيض ولكن هذا العام نستقبل رمضان بمآسي للمسلمين بل وفي ديار العرب المسلمين.

فالعراق احتلته إيران بالطائفية و أصبح الوضع في مدن السنة لا يسر من عنده ذرة إيمان أو إنسانية فالقتل بشتى الطرق والتهجير والتشريد على مستو غير مسبوق و وضعوا داعش شماعة لما يجري.

أما الشام فأصبحت أطلال بفعل الأسد و شبيحته وحسن نصرالله و أزلامه و الخميني ومجوسه و بوتين ودببته ومرتزقة بعض الدول فالقتل اليومي و تدمير البيوت وتهجير السكان والقصف العشوائي لكل مكان يظنون إن فيه بشر فزاد القتل عن600 ألف والنازحون قرابة12مليون والجرحى والمسجونين بعشرات الألوف.

واليمن حرب القاتل والمقتول كلاهما عربي وغالبهم يمني كل ذلك بسبب المجوس (إيران) و أمريكا وبريطانيا فلهم دور ستكشفه الأيام والتحالف العربي بقيادة المملكة هناك من يشكك انه وقع فيه تخاذل من بعض الدول ساهم في تأخر تحرير اليمن من علي عبد الله صالح وزمرته و عبد الملك الحوثي وشلته.

هذه الدول التي بها حرب للإبادة اقرب بسبب الطائفية البغيضة والحاقدة والتي لازال البعض يشكك في أمرها و يستهجن من بالشر يذكرها ولكن ليبيا مصر تونس لبنان والسودان في خوف من القادم أما الصومال فهي لعقدين من الزمن وهي في حرب أهلية.

بقي دول الخليج و الأردن ومصر تحاك لهم القلاقل إن لم يحمينا الله منها وبعض القوم لاهون فسيكون الأمر خطير لأن الدول الكبرى و إسرائيل و إيران شغلهم الشاغل أن تبقى المنطقة في صراع والسلاح لها بالمليارات يباع و لا استقرار ولا امن ولن يسأل عنهم مجلس الأمن لأنه آداة في يد الدول صاحبة الفيتو و أي قرار لا يناسب لهم يرفضونه ومصلحتهم بين جبابرة ومعتوه.

عذراً يا رمضان لن نبتسم فالحزن عم قلوب الشرفاء الذين يشعرون بحالة الأشقاء و قد شاهدوا خذلانهم من الجبناء و الطامة الكبرى أن كل شئ على الهواء فلا خوف و لا حياء وكأن الأمر عادي و ما بقي إلا أن يغنوا الجميع (تسلم الأيادي)فقد استوت الأمور وصارت الخيانة أمر عادي لقد رأينا من يتهكم على المقتولين وبث على الهواء فلا دين و لا إنسانية.

ومن يغرد ويصف أبناء وطنه بالداعشية و لا محاسبة و لا تسجيل قضية لقد هانت القيم وماتت الضمائر فهناك من يحرض على قتل الأبرياء من المسلمين وهو لا يعلم الحقيقة ويعتمد على تقارير الجواسيس الذين يخدمون اليهود والغرب أي بلاهة وسذاجة بلغت بهؤلاء قاتلهم الله.

عذراً يا رمضان لسنا أصحاب قرار حتى نقف في وجه هؤلاء إلا أشرار و نوقفهم عند حدودهم.

عذرا يا رمضان مما تبثه القنوات الفضائية والإذاعات العربية فما ينتجونه ويبثونه نحن منه براء و لا نقره جملة وتفصيلاً.

عذرا يا رمضان ممن جاهروا في عداء أهل السنة في ما يكتبون و ما يغردون و ما يقدمون من أفكار مضللة في حواراتهم ويساهمون في خذلان الأشقاء في سوريا والعراق وبقية الضعفاء المغلوبون على أمرهم في ديار الإسلام.

عذرا يا رمضان ممن يعدون إفطار صائم فهناك جوعى وهم في صيام دائم قبل قدومك هم أولى بهذه الصدقات.

عذرا يا رمضان فأمريكا و الأرهابيون قضوا على الجمعيات الخيرية الأولى بما خططت له ونجحت فيه والإرهاب بما استغله ممن جندهم أوسذج أو مغفلون ضحك عليهم بحجة الخيرية.

يا رمضان نستقبلك بالحب والدعاء أن نكون ممن يصوم شهر رمضان إيماناً و احتسابا وسوف نكثر و نلح في الدعاء في نهارك وليلك فعند السحر وعند الإفطار وفي الصلوات والتراويح والتهجد سوف ندعوا على الجبابرة و الجبناء و الخاذلين لأهل السنة.

عذراً يا رمضان ما حل بالإسلام في بضع سنين قد سطر لنا بالتاريخ مثله موثقا فما حصل من التتار وثق ممن كانوا عليه شهود لم نأخذ منه عبرة وحيطة فها نحن نؤكل تباعا مابين صليبية وصهيونية و صفوية اتفقوا أن عدوهم الأول الإسلام السني ونجحوا بامتياز فقتلوا ودمروا وشردوا والسنة لازالوا متأملين بهيئة الأمم وبحوار الأديان والتمسك بحسن الجوار والثقة في صداقة الغرب ويستبعدون التخطيط ضدهم ويظنون من سذاجتهم وغفلتهم أنهم أمام عالم حضاري ذو مبادئ وقيم وهم واهمون واهمون واهمون.. اكرر عذراً يارمضان.

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

كتبه ضيف الله عيد العطوي
22 شعبان 1437
بواسطة : ضيف الله عيد المضلعاني
 1  0