×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فهيد العامري

داعش: الإرهاب بالتقنية الذكية..!
فهيد العامري

تطالعنا بين حين وآخر اخبار مفجعة وجرائم لا يكاد يصدقها عقل من قبل أولئك الذين يتم تجنيدهم عبر التنظيمات الإرهابية ، وما الخبر الذي فجعنا بالأمس حينما قتل الشقيقان التؤمان والدتهما طعنا إلا مثالاً يجعلنا نسأل وبكل ألم كيف يقتل هؤلاء أقرب الناس إليهم بكل هذه البشاعة ، ولماذا ؟ وماهي هذه الوسيلة المقنعة التي تم من خلالها غسل أدمغتهم ليصلوا إلى هذا الحد من الإجرام فيذبح الولد أمه ؟!

المراقب يلاحظ أن محور عمل هذه الجماعات الإرهابية ( والقيادات الإلكترونية منها ) هو إدامة الزخم الرقمي فهم متواجدون طوال الوقت وفي كل المواقع وعلى كل وسائل ومنصات التواصل الإجتماعي لاستقطاب الأتباع بذكاء إلكتروني جاذب وهذا يجعلنا نجزم أن لديهم فهم عميق ودراسة دقيقة لاحتياجات الفئات المستهدفة واستطاعوا - وبكل أسف - الوصول لكافة الشرائح من شباب وفتيات وصغار وكبار ومتعلمين وأثرياء وفقراء وأطباء ومهندسين ناهيك عن الجهلة والسذّج والغريب أن جل من تم استقطابهم ليس لهم أي ميول دينية أو تطرفية أو حتى معرفة بأصول الدين !

- للأسف - وأكررها للأسف استغلت هذه الجماعات الفراغ العائلي والمعرفي والوجداني والتربوي والتثقيفي والوطني والديني وبدأت تعمل لإشغال هذا الفراغ لكل من تقع عليه أيديهم فبثوا السموم وشوهوا القواعد واشعلوا فتيل الإجرام في عقولهم باسم الدين والإنتصار للحق والدفاع عن الظلم والمظلومين من خلال إنتاج أفلام مصنوعة صناعة عالية الجودة في إخراج ومونتاج يرسّخ لفكرة ( المظلومية ) فهم بذلك يضعون الشخص المستهدف تحت خيار ( أنت إما معهم وإما معنا )

لاشك أن هناك سياقات معرفية واجتماعية وتربوية يجب ألا نغفلها فالدراسات تشير عن مخاطر توظيف العنف في الألعاب الإلكترونية مثلا ؛ فهذه الألعاب تهيء الذهن لتقبّل فكرة العنف خاصة وإن علمنا بأن قاطع الرؤوس الداعشي البريطاني الشهير تم استقطابه من خلال هذه الألعاب والتي تضع ملاحظة في نهاية هذه اللعبة نصها ( إذا أعجبتك هذه المغامرة وأردت تطبيقها على أرض الواقع فانظم إلينا ) !

مسألة مجابهة هذه الحرب الإلكترونية وصد هجماتها مسألة معقدة ومتباينة الأبعاد ومتشعبة المهام فنحن سبق وأن وقعنا في مطب تنظيم القاعدة ولم نخرج منه إلا وقد فقدنا أثمن مالدينا من دماء وشهداء وها نحن نتورط اليوم في فخ داعش ولا نعلم بعد عشر سنوات مع أي جماعة إرهابية قد نعلق ؟!

لذا نحتاج لبرنامج وطني متكامل تشترك فيه كل وزارات وهيئات وجمعيات الدولة هدفه سد كل فراغ تربوي وديني واجتماعي ومادي ومعنوي يعاني منه المجتمع وبخاصة الأجيال القادمة وعلينا كأفراد أن نقف وقفة حازمة وحاسمة للدفاع عن أمننا ووطننا كلٍ حسب موقعه وإلا فكل جهد تبذله الدولة سيضيع سدى.


فاصلة منقوطة ؛
( يمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين )

فهيد عبدالرحمن العامري

٢٠- ٩ - ١٤٣٧
بواسطة : فهيد العامري
 2  0