×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فارس الغنامي

سياسة لكنها ليست بسياسة
فارس الغنامي

اتضح لي على مدى الأيام أن الكثيرين يحبون التقليل من شأن فكرة طارئة جديدة، والانتقاص ممن يحملها أو يتبناها مهما كان معتقده ومنحاه الثقافي والديني، في محاولة لتعتيم ما قد يطرحه دون الأخذ بالاعتبار ما أبعاده وماذا يحمل من تصور وفكر.

‏وبالمقابل أرى الكثير من العرب يعجب بأي سياسي يقدم لهم شعارات براقة تدغدغ عواطفهم وهذا الأمر كان يتبعه أكثر السياسيين قديما، وعلى الرغم من زيف هذه الشعارات فما زال الكثير يصدقها ويحتفي بها.
وهذا الأمر لا ينطبق على السياسيين فحسب بل إن الكثير من المقاتلين في الشيشان وأفغانستان ورموز من الدعاة استخدموا الأسلوب نفسه وغلفوه بغلاف ديني لإقناع البسطاء وشراء انتماءاتهم، حين عزفوا لهم على وتر الدين والعروبة، وعندما يقع المحظور نجد معظم السياسيين يتنصلون من مسؤولياتهم وشعاراتهم الزائفة، وتكتشف أن كلا منهم يعمل ضمن آيدلوجية إما دينية أو فكرية أو حزبية، وهذا يتضح لي من خلال ما يطرح من قبل وسائل إعلامية تظهر انتماءها من خلال ما تقدمه، وهذا أصبح مكشوفا للكثيرين، فقد صار المشاهد ذا وعي ويستطيع أن يفرق بين الرمز وأفعاله وأقواله، وبين من يبيع كلاما ومن يهمه مصلحة الآخرين، وبين ما هو منطقي وما هو بعيد كل البعد عن المنطق والواقع، ومع ذلك ما زالت فئة من الناس تسير خلف هؤلاء الذين يبيعون سرابا وزيفا وشعارات منمقة.

أدركت متأخرا أن «السياسة لأهلها» حيث أصبح الكل يفتي فيها، فما نشاهده في الإعلام من الطرح الساذج وغير الحيادي أثر كثيرا على نظرة الشعوب، فمهما ادعى الإعلامي أنه محايد وموضوعي في طرحه إلا أن معتقده أحيانا كثيرة يطغى على طرحه.

فارس الغنامي
بواسطة : فارس الغنامي
 0  0