×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
د. روان النمري

لأنك فوضوي
د. روان النمري

يعمل م،ع بواقع ثلاث أرباع يومه في شركة صغيرة .. يشغل وقته و لا يجد متسعاً حتى لتلذذ كوب قهوة في مكان هادىء..هو مشغول فقط لكنه لا يدري هل هو مشغول سعيد أم مشغول مرهق؟، و يود الهرب من كل الأعمال المثقلة على كتفيه، وهذا الكم الهائل من المهام دفعته لوتيرة حياة سريعة تفضي إلى انهيار .. بين صحته و عائلته وعمله و لن يكون هناك مبرراً مقبولاً لهذا الإنشغال فتتصدع صخوره وتسقط بين الشقوق ،فينسى موعداً ويفقد ملفاً مهماً و الأهم من ذاك لن يعيش حياته بل لن يشعر بأنه يعيش واحدة.
هل هذا يبدو مألوفاً؟ هل تشبهك هذه القصة ؟ ..لست وحدك .. نحن كذلك إن لم نسعف مابقي .. ولكن هل عندما نُنجز كثيراً سوف ننجح أكثر و نشعر بحال جيد ؟
نحنُ لدينا مفهومٌ خاطىء بأن إنجاز كل شيء يجعلنا سُعداء .. يقول مارتن سليجمان في كتابه" Authentic happiness " : إن السعادة هي المواصلة في حالة سعي وذلك من خلال الإنخراط في نشاطات تستخدم مهاراتك ونقاط قوتك ،فلابد أن يكون لإنشغالك غرض حقيقي حتى يجعلك سعيداً . . وليس الإنشغال لمجرد الإنشغال .

أنت فوضوي.. هذا نقدٌ لاذع عليك أن تواجهه .. و تتخطاه .. أنت فوضوي، لأنك تشعر بالإحباط والغضب من تراكم كل شيء، ولأنك لاتستطيع العثور على مفاتيحك من المرة الأولى التي تبحث فيها، وعادة ماتنجز أعمالك في غير وقتها، وتؤجل الكثير وربما تضيع الكثير من الفرص ولقاء الأصحاب والعائلة لان لديك عمل عليك ان تنهيه .. هنيئاً لك أصبحت متزوجاً بعملك وقررت أن تنسى إنجازاتك العائلية وحياتك الشخصية وكأن الحياة هي محورٌ للعمل ..أنت بالطبع لاتريد أن تكون من فئة "كاروشي" وهو مصطلح ياباني اطلقوه لكثرة الذين يموتون من الإجهاد في العمل ويبدأ ذلك بالشعور بعدم الإرتياح والتوتر والضعف الى مشكلات صحية تهدد حياتك مثل ارتفاع الضغط وأمراض القلب وغيرها إلى الموت .
أحياناً، درجة الإنشغال الشديدة ليس ماينال منك بل اليأس تجاه إنجازها لذا أول خطوة عليك فعلها هي الإعتراف بأنك فوضوي .. فالسبب وراء كل هذا الوقت الضائع و" نصف الأعمال المنجزة" "نصف الأفكار" والمال المهدر هو أنت !.
فهل فقط تريد حياة منظمة ؟ هل تحتاج الى واحدة حقاً .. عليك أن تسأل نفسك :
هل هذه الفوضى الموجودة في حياتي تمنعني من القيام بما أريد والحصول على ما احتاج إليه ؟
هل هذه الفوضى تتسبب في شعوري بالحزن وعدم الكفاءة ؟
فالشعور بعدم الكفاءة عدم الانتاجية والعجز عن انجاز مايجب .. واي كانت لديك من اعراض " الشعور بالغضب، الاحباط، العصبية، اليأس ) فهذه أسباب قوية تدفعك للرغبة في تنظيم حياتك من الداخل إلى الخارج .
سنبدأ سوياً بسلسلة رائعة تنظم حياتنا لتجعلنا نشعر بالحياة .. فأنصاف الطريق وأنصاف الخطط وأنصاف الأحلام لاتكفي ولاتروي بل تزيدنا هماً لمجرد تراكم صداها فوق أذاننا .
كـُف عن فوضويتك .. إبدأ في الترتيب !. إنها حالة طوارىء لإنقاذ حياتك .
بواسطة : د. روان النمري
 2  0