×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ضيف الله عيد المضلعاني

إكرام الضيف (2)
ضيف الله عيد المضلعاني

إكرام الضيف (2)

إلحاقا لمقالي السابق (إكرام الضيف ) -
اقرأها من هنا
-هاتفني أحد الأحبة وقال لي ،قرأت مقالك ولكن بودي لو تطرقت لأساليب سلبية تحدث في المجتمع ،بعضها محرما قلت إن شاء الله سأذكر شئيا من ذلك ولن أستطيع أن أحصرها جميعا
من المحرم قول بعضهم (وجه الله عليك ) وهذا نهى عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وقال (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)
كما أن بعضهم يقول(أدخل على الله) باللغة الشعبية الدارجة
و هناك آخرين يقول(علي الطلاق)
و قد قال بعض العلماء إذا اراد بها طلاق زوجته فقد وقع إذا لم يوافقه الضيف.
و البعض يقسم بأغلظ الايمان. و الآخر يجاريه بأيمان أخرى مغلظة و كأن المفترض أن من يقسم أولا هو الذي يعمل بقسمه. و للأسف أنهم يقسمون و لا يكفرون كفارة اليمين و كأن الامر عادي ,
إن القسم بالله عظيم و لا يجوز عدم أخذ الأمر بالجد
و تذكرت من يقسمون عند تعيينهم وزراء في الوطن العربي وتجدهم يغدرون و الأمثلة كثيرة و حتى الخريجين في الكليات العسكرية و اعتقد في الطب و مع ذلك تسمع العجب من هؤلاء المقسمين.
و من المؤسف له أن هناك عادات جميلة عند البادية قد انقرضت
فلم نكن نعرف دعوة الضيف و هو على المائدة أو بمجرد مقابلته للضيف فقد كان هناك حقوق و ما يسمى ب(الغلاط )يتم بعد ان ترفع الصحون و من يرغب قرى الضيف يجتمعون عند أحد الرجال وكل واحد يدلي بحجته لعله يظفر بالضيف و كان الخال و ابناء الاختين أو الاخ و الاخت و صاحب المعروف و الرحيم و هو ما يعبر عنه ب(النسيب) لهؤلاء التقديم ، و في ذلك تفصيل ليس هنا موضعه
يقول أحدهم أن من يكرمون الضيف في الماضي يقدمون الطعام ليؤكل و الآن يقدموه لكي يحصلوا على الثناء و يرمى في الحاويات و هناك منهم في أمس الحاجة إليه
و البعض يظن أنه ينتهي دوره في وليمته بعد فراغ المدعوين من الأكل و لكن هناك دور آخر ماذا يفعل ببقية الطعام حتى يستفاد منه أما للجمعيات الخيرية أو لحفظه و توزيعه على من يحترمون النعمة و الثلاجات الآن تساهم في عدم إلقاء الطعام في الحاويات
يقول زميل لي لقد وجدت البركة عندما حافظت على النعمة التي بين أيدينا ,
بالطبع في هذا الزمن إكرام الضيف بذبيحة على الأقل فليس من المناسب أن تأتي بطعام من المطاعم
أو تعد وجبة مما يوجد بالبيت هذا من وجهة نظري
و قد حدد الشاعر محمد بن عاصي العطيات العطوي رحمه الله ما يجب على من يقري الضيف
و الضيف ما يقريه كثر التراحيب
ألا تجعل له من حلالك نصيبا
إكرام الضيف في الماضي يختلف من قبيلة لأخرى
فمنهم من يطفئ السراج أو اشتعال النار حتى لا يحرج الضيف و يأكل على راحته فقد يكون جائعا فبعضهم يبقى أكثر من يوم لم يذق طعاماً
و هناك من لا يجالس الضيف و هو يقصد بذلك إكرامه
و هناك من يضعون السمن أو الزبدة فوق الذبيحة و هو من محبة إكرام الضيف
و من الغريب أن بعضهم يحتفظ بالسمن البري للضيف فقط و هذا إذا كان الغنم هزيلة لا تصلح للذبح ،
و لا يستعمل السمن لأسرته كل ذلك لأجل الضيف
إكرام الضيف من الصفات العظيمة في الجاهلية وأقرها الإسلام
ولكن في هذاالزمن خرج عند البعض من اهدافه السامية
انهادعوة لنتقي الله جميعا في إكرام الضيف دون إسراف اوتبذير أومبهاة تخالف شريعة الله
والله الهادي لسواء السبيل .
بواسطة : ضيف الله عيد المضلعاني
 0  0