×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

الطوافون الجدد
طلال مجرشي


الطوافون الجدد

في ظل إتساع مواقع التواصل الإجتماعي وتحولها إلى منابر للحوارات والنقاشات وإبداء الآراء بدون أي ضوابط أو آليات أصبح الدخول في نقاشات عقيمه لا طائل منها أمرا متوقعا أو منتشرة في هذا الفضاء الواسع الغير منضبط ، فقد تكتب تغريده أو ترسل منشورا أو تعليقا أو مقالة فتتفاجأ بسيل من الشتائم والإستهزاء ممن لا ليس عندهم ما يقدموه سوى البذائة وسلاطة اللسان ، فهؤلاء الطوافون على مواقع التواصل لتفريغ شحنات الجهل والتخلف على من يعرفون ومن لا يعرفون قد قصرت بهم هممهم عن تقديم ما ينفع مجتمعهم فلم يجدوا بد من التعبير عن مستوى هشاشة تفكيرهم اللا مسؤول ، لذلك أفضل علاج لمثل هذه النوعيات هو الهروب والانسحاب وإعلان الإستسلام أمامهم كي لا تنجر لمستنقع السب والسطحية الذي يتمتع به هؤلاء الطوافون الجدد ، فيجب علينا تعلم ثقافة الهروب الهادئ وعدم إعطائهم الفرصه في تعكير صفونا وإصابتنا بهذه العدوى التى ثبتت بالتجربة أن الإستمرار في جدالهم تجعل المرء أحد المنظمين لهذه الفرقه الطوافه في الإعلام الجديد ،
وقد سبقنا إلى فن التعامل مع هؤلاء المقرودين الإمام الشافعي في إحدى قصائده الخالده :
يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبحٍ،،
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا،،
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلما
كعودٍ زاده الإحراقُ طيبَا،،
فما أكثرهم اليوم في مواقع التواصل الإجتماعي بل هم الأكثرية من حيث الردود والتعليقات المطروحة أحيانًا ، والحقيقة أنها ليست شرا بل هي خير لمن احسن التعامل مع هذه الفئة التي ابتلينا بها فهي تعلمنا الحلم والأناءه وتكسبنا مهارة جديده في التعاطي معهم من خلال الإنسحاب الآمن من الحوارات العقيمة وقدرتنا على ظبط انفسنا تجاههم فلا تحسبوه شر لكم بل هو خير .
بواسطة : طلال مجرشي
 0  0