×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد لويفي الجهني

أيام فيينا والسياحة
محمد لويفي الجهني

أيام فيينا والسياحة

قدر الله لي أن أقضي جزءاً من إجازتي السنوية في أوروبا وبالتحديد في النمسا ( فيينا) وذلك بعد إغراءات العروض التي استقبلتها من عدد من شركات السياحة ، إغراءات بالصور للطبيعة وتخفيضات مميزة في التكلفة المالية كل ذلك حفزني لأذهب هناك حيث جنة الله في أرضه صنع الله ومن أحسن من الله صنعا ،
ولما وصلت هناك تفاجأت وكأنني في بلاد عربية فالعرب السياح وخاصة الخليجين اكتظت بهم شوارع فيينا ، حينها عرفت أن السياحة صناعة مبنية على أسس علمية تساهم في أستقطاب الأموال السياحية من كل مكان ، فهذه الدول استغلت طبيعتها وأنهارها فسخرتها للسياحة رغم ان الأماكن التراثية الحضارية قصور حديثة في عمرها الزمني لو قارناها ببلادنا مثلا ، لكن الدعاية الإعلامية لها أثر في فخامة المكان ، ومن فضولي سألت المرشد السياحي كيف استقطبتم العرب فقال هذه سياسة شركات السياحة هنا وقت الصيف تستقطب العرب وفِي الشتاء الروس والاوربيون أنفسهم فالسياحة مستمرة صيفا وشتاء . ،

فتمنيت أن تستفيد سياحتنا من خبرات الآخرين وممن سبقونا في هذا المجال لنرتقي بسياحتنا الداخلية ففي موطني تنوع تضاريسي ومناخي وحضارة لها أساس وتاريخ ، وأنا أحدث النفس بالتمني أتت الحقيقة في الاخبار المتناقلة بإطلاق مشروع البحر الأحمر السياحي فسعدت واستبشرت فالحلم تحول إليّ حقيقة على الواقع ومن فرحتي أخذت أشرح لمن أقابلهم من السعودين عن منطقة المشروع فصدمت من أن جلهم لايعرفها لكنه يعرف المدن السياحية حول العالم فتأكدت وأيقنت أن السياحة صناعة وأعلام ،
فوطننا فيه الكثير من الأماكن التي تحتاج لبنية تحتية ودعاية سياحية إعلامية لتصل الي السياح في كل مكان من العالم ، ففي المنطقة الشمالية الغربية من وطننا الغالي توجد أماكن سياحية جميلة في أرضها وحضارتها ومناخها فمثلا محافظات أملج والعيص والوجه والعلا وخيبر وتيماء وضباء وحقل والبدع وتبوك فيها من القصور الحضارية والأماكن الطبيعية لو أستغلت سياحيا لاصبحنا في أوائل الدول السياحية ولاستقطبنا السياح في العالم ولزاد دخل الدولة وهذا ماتسعى له دولتنا فعلا من خلال الرؤية 2030 ، فمثلا مشروع الحلم السياحي والصناعي في البحر الأحمر ، والهئية الملكية السياحية في محافظة العلاء ستنقل السياحة الداخلية الي العالمية ،
ففي شهر سبتمبر يعتدل الجو وتستقبل المنطقة الشمالية الغربية الطيور المهاجرة التي تهاجر من البرودة بحثا عن الدفء في بلادنا فلماذا لا نستقل هذه الأشهر المعتدلة ونستقطب البشر من المناطق الباردة الي هذه المناطق حيث الطبيعة الخلابة ونستغل الطبيعة سياحيا فمثلا نقوم بعمل مسابقة عالمية في التزلج على الرمال ففي مدن منطقة تبوك كثبان رملية ثابته تشبه طبيعة ثلج أماكن التزلج في أوروبا أو مسابقة عالمية في تسلق الجبال فهذه أفكار جاهزة للتطبيق فما المانع من إقامة ذلك بعد تجهيز البنية التحتية ، فأنا أعرف جيدا مدن ومحافظات المنطقة الشمالية الغربية ففيها من الحضارة والأماكن الطبيعية السياحية مالم يوجد في جل دول العالم لكنها مازالت بكراً ولَم تستقل سياحيا ،

رغم ان السياحة صناعة وفكر ودعاية إعلامية ودخل عالي يكاد يفوق دخل البترول ، فهل نسارع في أستقلال السياحة وتوطين الأموال المهاجرة وجلب الأموال السياحة الخارجية ، ونقوم بإنشاء سياحة نستفيد منها ماليا وحضاريا وفكريا ،، فهل نستغل ذلك سياحيا فالعالم يتجه لتقليل ساعات العمل وزيادة ساعات الترفيه السياحية وذلك لرفاهية الإنسان ، فهل نسابق الزمن قبل أن يسبقنا ونفعل كما فعلت الكثير من الدول وصنعت لها أسم في عالم السياحة العالمية رغم بدائية تلك الدول ، فهل نفعل كما فعلوا ونصنع سياحة تتوافق مع حضارتنا الاسلامية فالله أمرنا بالتفكر والسير في الارض لنزداد إيمانا ويقينا.
بواسطة : محمد لويفي الجهني
 2  0