×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

المؤسسات الخيرية وطبيعة عملها المجتمعي
نواف شليويح العنزي

تتطلع الإنسانية في كل إشراقة شمس يوم جديد لأعمال خيرية تقوم بها المنظمات غير الربحية والتي تحافظ على بناء المجتمعات و تزيد من تماسكها ووحدتها ، و تخفف عنها وقع الكوارث والفقر والحروب والأزمات المحلية ، وتدفع عنها المزيد من الدمار واندثار مابنته خلال نهضتها ، ويتسابق على تقديم الأعمال الخيرية نخبة من أبناء المجتمعات والتي اجتمعت بهم صفات حب الناس وتقديم العون والمساعدة وانتفاء المغالاة بحب الذات وتكوين ثروات طائلة من دون أن يكون لمجتمعاتهم نصيب من أثرها التنموي الفاعل والمؤثر ، وتتنوع الإسهامات الخيرية المقدمة من هذه النخب بصور منها المؤسسات الخيرية والمشاركة في بناء المشروعات ، وتقديم المنتجات العقارية الميسرة ، ورعاية الأيتام ، وتوفير مصادرالمياه الصالحة للاستهلاك الآدمي لكل مجتمع يعاني من عدم توفره ، كما تشمل الخدمات الخيرية تقديم الغذاء وتوفير الكساء لمن يعانون من صعوبة الحصول عليه وخاصة الأسر الكبيرة والفقيرة ، وتقديمه عن طريق مؤسسات خيرية غير ربحية يشرف عليها كفاءات تنظم أعمالها اليومية ، ويستمر عطاؤها على مدار السنة بدون توقف ، وتقدم خدماتها للمستحقين فقط وهذا يجعل أثرها ملموس وظاهر للجميع ، و يعمل في هذه المؤسسات مجالس منتخبة من المجتمع تتصف بالأمانة والكفاءة العلمية وانتفاء الذاتية ، وتعرض نتائج أعمالها على وسائل الإعلام بصفة دورية كما تعرض أوجه مصروفات وإيرادات الميزانية الخاصة بالمؤسسة الخيرية على المجتمع بشفافية عالية ، وهذه المؤسسات الخيرية تتنوع في أنشطتها وخدماتها حتى يستفيد منها المجتمع في كافة مجالاته ولا يقتصر العمل الخيري على الاجتهادات الفردية ، والتي سرعان ما تندثر ويكون أثرها محدود وإعلامي فقط ، كذلك نسبة المستفيدين من الأعمال الخيرية الفردية محدود جدا نقيض الأعمال المؤسسية المنظمة التي تدار أعمالها بحرفية عالية ، ويستفيد منها المجتمع بصورة دائمة ، وللمؤسسات الخيرية المجتمعية المنظمة تجربة ثرية في دول كثيرة أنشأتها مجتمعاتها وامتلكت التراخيص اللازمة من حكوماتها لممارسة أنشطتها الإنسانية ، و حرصت على انتشارها على كافة مناطقها وتقسيماتها الجغرافية مع التنوع والصدق والأمانة في تقديم الخدمة المناسبة والتي يحتاجها بعض الأفراد في المجتمع ،وفق نظام شامل يسوده حب الخير وتقديمه لمستحقيه دون تمييز، ولا يسمح بالتجمهر أمام مقراتها لأن جميع الخدمات تصل لمستحقيها في منازلهم ، أو يسمح بالتواجد في المقرات وفق مواعيد مسبقة وبنظام يحفظ للجميع حقوقه وسلامته ، وفي هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - يوجد جمعيات ومؤسسات رائدة تقدم خدمات جليلة للمجتمع من أهمها مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية والتي ساهمت بتوفير خدمات إنسانية تعليمية وصحية للمجتمعات التي تحتاج لها ، ومؤسسة العنود الخيرية وغيرها ، و مازال مجتمعنا الكريم يأمل بالمزيد من المؤسسات الخيرية ممن يملكون ثروات طائلة ، والتي يجب أن تتواجد فروعها في جميع مناطقنا المنتشرة على مساحة تراب الوطن الغالي .

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 1  0