×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

ملابس تخدش الكرامة
نواف شليويح العنزي

بداية و بعيدا عن موضوعي هذا، أتوجه لأخي وصديقي الحبيب والمربي الفاضل ، والشيخ الوقور محمد غالب المأمور بخالص العزاء والمواساة في وفاة ابنه عمر سائلا العزيز القدير أن يرحمه ويجعل الفردوس دارا ومقاما له .
قبل أن أهم بكتابة هذا المقال استحضرت شطر بيت شعر نظمه الأديب الكبير الراحل الدكتور غازي القصيبي (( سترت وجهي يابغداد من خجلي )) ومناسبة أخرى لهذا النظم البديع وجدت أن المصانع العالمية المنتجة للملبوسات أغرقت أسواق الجملة والتجزئة المحلية بأنواع من الملابس الرجالية التي تخدش كرامة مرتديها بما كتب على بعضها من كلمات و عبارات سيئة مع مزجها بألوان مبهرة وملفتة للأنظار ، وغالبيتها ذات جودة رديئة وتحمل رسومات وصور غريبة عن بيئتنا وثقافتنا الإسلامية ، ولا يقبلها المجتمع كما أن بعضها تظهر الأطراف السفلية وأجزاء من جسد من يرتديها ، وهم بذلك غير مهتمين بالذوق العام لمجتمعنا، بل ويسعون على توزيع ملبوساتهم وأقمشتهم بشتى طرق التسويق ، وحتى وإن رفضها الكثير منا بسبب أنه تم صناعتها في مصانع ذات ثقافة تختلف عن إرثنا الثقافي وأخلاق مجتمعنا الفاضل كما أن البعض من هذه الملابس لا يليق ارتداؤه أثناء التواجد بين الجمهور ، الذي يحفل ويعتز بقيم تنبع من الدين الإسلامي العظيم والموروث الثقافي لمجتمعنا صاحب العادات والشيم العربية الطيبة ، ويؤكد على أجياله في كل محفل و منبر مؤثر بضرورة التمسك بهذه القيم من خلال ارتداء مايليق بهذا المجتمع من زي وطني و ملابس ساترة وغير خارجة عن ذوق وأدب عامة الناس ، وتنتشر هذه الملابس بسرعة بين فئات الشباب في المراحل السنية المختلفة إذ تجد قبولا واسعا بينهم بسبب رسوماتها الظاهرة وعباراتها اللافتة لنظر من حولهم من الأصدقاء والزملاء ، وقد لا يفقهون أحيانا معنى ماكتب ورسم على هذه الملابس ولكن حب التقليد والرغبة في تجديد المظهر دفعهم لشراء هذه الملابس وإن ارتفعت قيمتها تأثرا بمن حولهم ، و رغبة منهم في مسايرة من حولهم من الشباب ، والأمر غير السار أن هذه الملابس قد تم الترويج لهامن بعض المشاهير في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ولو كان بطريقة غير مباشرة وكان للأسر والمؤسسات الحكومية والخاصة دور في التحذير من هذه الملابس وضرورة ارتداء الزي المتوافق مع مايرضاه ويؤكد عليه المجتمع السعودي ، ومماساعد كذلك على انتشار الملابس و الإكسسوارات غير اللائقة بين الأوساط الشبابية هو الإعلام الفضائي وقنواته المشاهدة داخل الأسر ، ولبعض نجوم الفن والرياضة الأجانب تأثير على الأجيال فهم يقلدونهم في زيهم داخل المنشآت الرياضية وخارجها أثناء ممارسة حياتهم اليومية ، وللمصممين العالميين دور في اختيار خامة وشكل الزي المرغوب تسويقه للبلدان المستوردة للملابس بكافة الأنواع والأشكال ، ومع زيادة ظاهرة ارتداء الملابس غير اللائقة مثل ملابس النوم وغيرها في الأماكن العامة أصدرت بعض الجهات المسؤولة مشكورة قرارت تمنع ارتداء هذه الملابس أثناء زيارة الدوائر الحكومية و أثناء حضور الفعاليات الشبابية في المنشآت الرياضية والملاعب .


كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 1  0