×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

توحيد الخطاب لتوجيه الفكر!

المجتمعات كافة باتت تعاني الأمَرَّين من إرهابين أحدهما انحصر تأثيره في الوقت الحاضر على العالم العربي وهو الإرهاب الصفوي "إرهاب فكري" والآخر عالمي قاتل "إرهاب دموي" وكلا النوعين خطير يستهدف القيم والأخلاق والأنفس البريئة.
ينمو الإرهاب في أرض خصبة عناصرها "الجهل والفقر والفراغ وضعف الانتماء"، وغالباً ما يركز المنظرين لهذا المنهج على تلك الأربع للدخول لعقول الناشئة لبناء مفاهيم جديدة أو تغيير مفاهيم موجودة مع الأخذ بعين الاعتبار بمبدأ التدرج للوصول لغاياتهم الفاسدة والدنيئة.
قبل أن يتحول الإرهاب إلى عمل دموي يستهدف سفك الدماء المعصومة، كان هناك غسل للأدمغة في مراحل ثلاث "مدخلات فكرية عمليات مدروسة مخرجات دموية" ما يعني أن التركيز في الحلول على ما بعد المخرجات في التصدي لن يجدي نفعاً، فالوقاية من المرض قبل وقوعه خير ألف مرة من معالجة آثار المرض بعد وقوعه.
اعتادت إيران على تصدير الثورة ونشر الفوضى والخراب إلى معظم الدول العربية من خلال ميليشيات وأحزاب تنتمي لها عقائدياً وفكرياً بهدف بسط السيطرة والتوسع وزعزعة الاستقرار تمهيداً لإقامة الإمبراطورية الفارسية المزعومة، وباتت تمارس نوعاً من الإرهاب "الممنهج" بفكر مقنن ومدروس، لكنه لا يتحرك بمفرده وإنما من خلال عمل مؤسسي له "مرجعية" هي من تحدد له متى يعمل؟ ومتى يتوقف؟ يتخذ لتحقيق أهدافه جانب "التقية" لكسب المزيد من المؤيدين سيما أن شعاره المعلن العداوة لإسرائيل والصهيونية.
إن تحصين الناشئة من خطر هذين النوعين من الإرهاب يستدعي التصدي على كافة المستويات الإعلامية والتربوية وبذل الغالي والنفيس للحد من خطورة هذه الآفة وتحجيمها قدر المستطاع قبل أن تتفشى ويتسع مداها فيصعب حينئذٍ التعامل معها والقضاء عليها.
يرى معظم التربويين أن القضاء على الفراغ لدى الشباب بالعمل والكسب المشروع يمكن أن يسهم في الحد من الفقر وضعف الانتماء، كما لا ننسى دور المسجد والإعلام والتعليم في التأثير الإيجابي للقضاء على الجهل ونشر الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع كافة.
عندما غابت المرجعية الإسلامية والتي كان عليها أن تتصدر المشهد في القضاء على هذا الفكر المنحرف، أصبح لدى الناشئة نوعاً من الضبابية في فهم الخطاب الإسلامي المؤصل بالدليل الشرعي والذي يمكن أن يكون الملاذ الأخير الذي يعصم من الفتن، ومالم يتصدر الدعاة والمفكرين في الوقت الحاضر لتعرية هذا المنهج وبيان فساده، فإن الضحايا لهذا الفكر ربما تتضاعف من بعض الناشئة حدثاء الأسنان الذين لا يميزون بين الغث والسمين فيما يرونه أو يسمعونه عبر وسائل الإعلام والتقنية الحديثة.
ومع الجهود المبذولة في الوقت الراهن، إلا أن إعادة توجيه الخطاب الديني بطريقة مغايرة لما اعتاد عليه العلماء والدعاة والمفكرين في عقود مضت هو ما يستدعي العمل عليه، ومحاولة تخصيص منابر دعوية عبر كافة وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة للرد على الشبهات، وتفنيد النصوص والشواهد التي يستند إليها المنتمين لهذا الفكر.
بواسطة : صدى تبوك
 0  0