×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

أين هي حقوق المرأة!
طلال مجرشي

من أبجديات ما تعرفت عليه البشرية ونقله العلم واثبتته التجارب والخبرات أن الشعوب والثقافات والأفكار مختلفة باختلاف البشر أنفسهم وأوطانهم , وهذه النتيجه الطبيعية للتنوع الذي أراده الله لخليفته الإنسان في الأرض , وجميعنا يعرف هذه الحقيقه البديهية , أي أنني لم أتي بجديد ولكن المشكلة في التطبيق على أرض الواقع , وعلى سبيل المثال لو أردنا ان نسقط هذه القواعد والسنن على مصطلح حقوق المرأة وطريقة تعاطي أغلب المسؤولين المعنيين والسواد الأعظم من الماكينة الإعلامية معه فإننا سنجد التباين الواضح ومخالفتنا الصريحة لتك القواعد الاجتماعية الربانيه .

توجد قاعده ذهنية لدى أغلب المسؤلين والقائمين على الإعلام وخاصة التجاري غير قابلة للتبدل ولا للتحول وهي أن التقدم والتطور والتمدن لا يأتي إلا إذا قلدنا غيرنا وفكرنا مثل ما يفكرون وأكلنا مثل ما يأكلون وتطورنا وتعلمنا مثل ما يتطورون ويتعلمون لا تبديل لهذه القاعده ولا تحويل , مثل ما نالت حقوقها هناك يجب ان تناله هنا , مثل ما رقصت هناك يجب ان ترقص هنا , مثل ما عملت وفكرت هناك يجب الفعل ذاته والتفكير ذاته هنا , هل نضبت الأفكار وتوقف التطور عند حدود ما وصل اليه الآخرين أم ماذا ؟ , ألا يوجد لدينا ما يناسب ثقافتنا وعقيدتنا نستطيع أن نبني به جيلا واعيا ونهضة تحتوي كل الأفكار والثقافات الأخرى , لا أحد يشك في ذلك , ولكن ماهي المشكله لدينا إذن ؟ .

حقوق المرأة ليست بإندماجهم جنب الى جنب تتزاحم أكتافهم بأكتاف الشباب في الدوائر والمكاتب والشركات والمستشفيات وصالات الترفيه ولا بالسماح لها بكتابة الروايات ذات الإيحاءات الجنسية بحجة الحرية او بحجة إتاحة الفرصه للمرأة بالمشاركة في بناء الوطن , ولست ضد مبدأ المشاركة والفعالية , فالمرأة شريك حقيقي في التنمية على كل المستويات بل ويقع عليها الدور الأعظم في تنشأة الأجيال وصناعة الرجال والعمل والإنتاج لكن في بيئة تليق بها وبعفافها , أين المجمعات والصالات النسائية وأين النوادي الأدبية والرياضية النسائيه وأين المراكز البحثية والترفيهيه النسائية فهي لم تتحصل حتى على ميكروباص يوصلها إلى مدرستها إذا كانت معلمه او سكنا يؤيها اذا تم نقلها إلى إحدى المناطق النائيه , أين كل هذا من الحقوق التى نتحدث عنها , فنحن فقط نريدها ان تكون كأخرياتها الغربيات او كما يريده ويخطط له المسؤولين المعنيين وآلتهم الإعلامية .

نحن نريد أفكار وتطورات وحداثه تليق بها وبكيانها وفطرتها التي فطرها الله عليه وستبدع وتتألق فلديها الكثير ولا تقل إبداعا عن شريكها الرجل متى ما فكرنا خارج صندوق التبعيه والتقليد واستنساخ التجارب والأفكار وبنينا مجتمعاتنا من بنات أفكارنا بعيدا عن محاكات الآخرين فديننا وقرآننا وتراثنا النبوي فيها ما يغنينا ان نحن نقبنا وفتشنا وبحثنا واجتهدنا واستفدنا مما عند الآخرين غير مقلدين ولا مرتمين في احضانهم.
بواسطة : طلال مجرشي
 2  0