×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد حمد النجم

(إبل الجـــوف)
محمد حمد النجم

موخراً تم الإعلان من قبل سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الكشف عن منحوتات لجمال على أحد جبال موقع المركزات، (إلى الشرق من سكاكا بنحو 8 كيلو متر) والذي كان من مكتشفات الزميل القدير والباحث المميز/حسين الخليفة ، مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الجوف سابقاً.
ورغم إن منطقة الجوف تحوي الكثير من المظاهر المميزة تاريخياً , إلا إن هذا الاكتشاف قد أثار الكثير من الاهتمام ، بل وفتح مجالاً لكثير من التساؤلات المتعلقة بالجمل.
وكما هو معروف فالجمل هو من آيات الله العظمى على وجه الأرض إذ قال سبحانه وتعالى )أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) فهي إلى جانب ضخامتها وتكوينها الجسماني وفسيولوجيتها الخاصة والتي جعلتها من الحيوانات الأكثر تحملاً على وجه المعمورة. إلى جانب هذه الميزات، فقد حباها الله بمحبة خاصة وعشق خالص بينها وبين الإنسان . ولطالما نُسِجَتْ القصص الكثيرة ، وتغزل وتفاخر بها الشعراء ، وابدأ لم يكن هذا العشق غريباً فقد ساعدت الإبل الإنسان في كثير من مناحي الحياة سواء في البادية او الحاضرة ، فكما انها قد استخدمت في التنقل من مكان إلى مكان ، وكما أنها قد تحملت نقل الأمتعة ، وكما انها قد استخدمت في الحروب ، فهي أيضا استخدمت في نزح المياه ، ولو كان المجال يتسع لأوردنا الكثير من المسميات التي اطلقت على الإبل ، ولسنا ببعدين عن حملها لوسوم هي في الاساس كانت حروفا من كتابات قديمة للخط العربي المبتكر في الجزيرة العربية المعروف بالخط الثمودي ، ولو راجع اللغويون دراستهم لأشاروا إلى أن هذه الحروف كانت مقطعية في الأساس ، فحرف الباء في الثمودي هو على شكل باب ، وهو بهذا الاسم يعرف لدى ملاك الإبل ، فهو ربما استخدم في بداياته للدلالة على الباب ، كما هو الحال في الهيروغليفية ، التي استخدمت شكل البيت وأخذت الحرف الأول ووضعته كصوت لحرف الباء ، وكم تمنينا ان دراسات انثروبولوجية تسلط الضوء على هذا العشق الذي نشأ وتكرس داخل ثقافتنا بين إنسان المملكة العربية السعودية والابل .
نعود إلى موضوعنا ابل الجوف فنقول إن في اكتشافها بهذا الحجم ، ونحتها على واجهات صخور جبال المركزات وبهذا الحجم هو من الشواهد التي تثير الاهتمام ليس لجمالها ومتعة رؤيتها وحسب ، ولكن لأنها تفتح مجالاً رحباً وواسعاً للدارسين , وميداناً رحباً للمهتمين بالآثار والنقوش الصخرية و للمهتمين في الحياة الفطرية , بل و لأولئك الباحثين في معتقدات إنسان الجزيرة العربية قبل الإسلام . وهذا جانب هو من الأهمية بمكان سيّما وجبال الجزيرة العربية تزخر بالمجسمات والرسوم الصخرية التي تمحورت حول الأبل ، بل أنة في تيماء ونجران والمنطقة الشرقية أظهرت الحفريات عدد كبير من التماثيل والدمى و معظمها من الفخار ، والتي وجد البعض مدفوناً مع الهياكل الإنسانية ، بل أنة وفي تيماء تم العثور على جملاً كاملاً داخل احد المدافن ، واستخدامها لاشك جنائزياً او عقائدياً ، يطرح عددا من التساؤلات ؛ لهذا فالجميع يتطلع إلى دراسات معمقة وشاملة لهذه الظاهرة التي نراها في موروث بلادنا ، ختاماً نشكر سمو سيدي رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان على هذا الجهد الذي لا يزال ينبئ عن مظاهر وشواهد تدلل على ما تحمله هذا البلاد من موروث ضخم وعظيم وهو ما سُيعيد عند إكماله الكثير من المفاهيم التي كانت معروفة عن حضارات الجزيرة العربية بل والشرق الأوسط بأكمله . لا يسعني أيضا أن اشكر كل من ساهم في تسجيل هذا الاكتشاف وعلى رأسهم د/ جهز الشمري مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الجوف وللبعثة السعودية الفرنسية كل الاحترام والتقدير وفق الله الجميع لخدمة بلادنا في هذا المجال وكل المجالات،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مدير مكتب اثـار تيماء
محمد بن حمد النجم
بواسطة : محمد حمد النجم
 2  0