×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

الإشاعات الإعلامية المغرضة
نواف شليويح العنزي

الإشاعات هي جملة من الأخبار والأحداث المختلقة بأساليب متجددة تؤثر على المتلقي وتؤدي به إلى الانسياق والتصديق بها ، وربط تسلسل الأخبار والأحداث ومن ثم تتم الإضافة إليها بالتحليل والاستشراف المستقبلي من قبل الفئة المستهدفة في المجتمع ، والتي غفلت عن أغراض نشر تلك الإشاعات وعن تأثيراتها على نسيج المجتمع وتماسكه ووحدته ، والإشاعات سلاح مؤثر يستخدمه كل من يبحث عن الإضرار بالمجتمع وتحقيق مصالح شخصية له ولزمرته ، و صناعتها قد يكون مصدره أفراد أو منظمات لديهم دراية كاملة بدور الإشاعة وتأثيرها الهدام ، و تلجأ لها بعض الدول أثناء نشوب الصراعات الإقليمية والدولية لخلق الأزمات الداخلية في البلدان والمجتمعات المستهدفة ، وتشويه سمعة رموز مؤثرة لها مكانتها وسمعتها الطيبة باستخدام مشاهد ووثائق مزورة وأشخاص مرتزقة ، وكان في القدم أثر الإشاعات ضعيفا و انتشارها بطيئا بسبب تخلف الآلة الإعلامية الناشرة للإشاعة ، وفي حينها كانت تحتاج الإشاعات لفترات زمنية طويلة لتنتشر ويبدأ تأثيرها على المستهدفين ، والعلم بنتائج التأثير يستغرق أيضا زمنا ليس بالقصير مما يقلل من عدد الإشاعات والجهود والأموال المبذولة في صناعتها ، ومع تقدم الصناعة الإعلامية في العصر الحديث واستخدام المجتمعات لوسائل التواصل في ما بينها زاد من كثرة الإشاعات وسرعة وصولها للمجتمع وتأثيرها ورصد نتائجها من قبل مروجيها ، و استطاعوا عن طريق استخدام الوسائل الحديثة صناعة أحداث وأخبار زائفة ودعمها بشواهد ملفقة وبالصوت والصورة المؤثرة وبإطار إعلامي مشوق وجاذب للمشاهد المتابع للأحداث والأخبار اليومية ، ولم تتوقف صناعة الإشاعات عند أي مجال يهم المجتمع ؛ فهم تناولوا الجوانب السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمناخية ، و إن ظهر لهم انخفاض مردود نتيجة الإشاعة عمدوا إلى المزيد من نشر الأكاذيب والتغرير بالسذج والتأثير عليهم وجعلهم أداة رخيصة بأيدي صناع الإشاعات لنشرها لمن حولهم ، ومراسلتهم إلكترونيا لتلقي ونشر كل جديد من أكاذيبهم الرخيصة ، و حتى المستهلك البسيط لم يسلم من الإشاعات وتأثيرها على قائمة فاتورته الشرائية ، وأصبحت الإشاعة تحكم سلوك كثير من المتأثرين والمصدقين لها فيميلون بسببها لمنتجات معينة ويتجنبون منتجات وأسواق قد تكون جيدة ، ونتيجة لكل هذه التأثيرات المضللة للإشاعات ودورها المؤثر على المجتمع ومكوناته يقفز للأذهان أهمية المسؤولية الكاملة في التصدي لها من النيابة العامة ، وتجريم نشرها والرد الإعلامي الرسمي المؤثر لكي لا ينساق لها كل من يقصر إدراكه عن فهم المآرب السيئة لها ولصناعتها الخبيثة .
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0