×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم العطوي

سوريا والعدوان الثلاثي
عبدالله بن كريم العطوي

اذا كان الحاضر هو مفتاح الماضي فيمكن القول إن القوى ذات المصلحة في إطلاق العنان للنهج العدواني والتوسعي انما تعمل لتحليل وتفسير كل ما جرى منذ الحرب العالمية الثانية بما يخدم خطها السياسي وطموحها للهيمنة على العالم. وتاريخ الاستعمار سيظل رغم الدروس القاسية يعيد نفسه وستظل النظريات المتعلقة بمفاهيم الهيمنة ومفاهيم القوة ،وصولاً إلى الإرهاب المعمم، تتآلى مع تتالي العهود في البيت الأبيض طالما أن الأساس الاقتصادي- الأجتماعي -السياسي -لعمليات التدخل الخارجية قائماً وطالما ان الحرب هي أستمرار للسياسة. وعندما بات من المصلحة الأمريكية توجيه ضربة عسكرية ضد النظام في سوريا بحجة أستخدامه للسلاح الكيميائي ضد شعبه، تم تجنيد كافة وسائل الإقناع المعلنة والمستترة لحث حلفائها على المشاركة في العملية وتأمين الغطاء السياسي. فأبدت بريطانيا وفرنسا حماسهما لذلك وشاركتا فعلياً في توجيه الضربة. وهذا برهان على ان هذه الدول ستجعل من المنطقة حقل امتياز للمستوى الجديد من السادية المهيمنة على الرئيس الأمريكي المتجهة صعوداً نحو الغلبة والسيطرة واتباع أساليب فضّة لتحقيق الرخاء الاقتصادي الداخلي المرتبط بقوة التفوق الخارجي. فأخذ يطالب العديد من الدول الحليفة بالدفع معللاً ان الفضل في بقائها يعود للحماية الأمريكية. وهذا مؤشر بأن أمريكا قررت أن تجعل من ( محاربة الإرهاب) الخبز اليومي للشعب الأمريكي وتطبيق نظرية وزير خارجية أمريكا الأسبق (الكسندر هيج) المتضمنة أن الجغرافيا الكونية موزعه بين المعسكرين الأمريكي والروسي، والباقي أقاليم ومناطق معرضه للكسب من أحد الطرفين .والمشهد العالمي اليوم يوحي بأن التوجه الأمريكي يقضي بشن حروب صغيرة قليلة التكاليف ومربحه حينما تتوفر الأسباب كما حصل في سوريا لأن مثل هذه العمليات قابلة للاحتواء في حدود معينة دون تعقيد العلاقات مع الخصم الحقيقي (روسيا)وتجسد في عيون الأخرين عدم تراجع الرئيس عن استخدام القوة في المناطق الساخنة وانعدام المخاطر المترتبة على ذلك حيث تستشهد المصادر المقربة من البيت الأبيض بضعف وهشاشية ردود الفعل العربية والعالمية حول العدوان على سوريا. وفي ظل الردود الخجولة من بعض الدول استطاعت آلة الإرهاب الأمريكي وحلفائها أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في ظل المفاهيم المعاصرة والمتداولة، وحتى العصافير التي لملمت أصواتها للتغريد مجدداً ضد الهيمنة تم إسكاتها. مما جعل دول العدوان الثلاثة مطمئنين إلى أنهم مهما فعلوا فلن يرشقهم أحدا ولو بحجر، في ظل غياب دور هيئة الأمم المتحدة ومجالسها. ومعرفة أمريكا وحلفائها بحقيقة القانون الدولي بأنه عبارة عن لفظ متناقض وأحسن مافيه الحرب وقواعدها، وأن وظيفة الدولة هي شن الحرب وان روعة الحرب تكمن في إبادة الجانب الضعيف لإظهار عظمة الدولة وقوتها. ونجد مثلا آخر عن الفكرة نفسها من وجهة نظر <هرتزل> الذي أكد ان العلاقات بين الأمم تتوقف على القوة قبل الحق ، وان الديمقراطية هراء سياسي لا يُصدّر إلا من جمهور الرعاع. فهل ورث الرئيس <ترامب> أمراض الرؤساء الأمريكيين أم انه أُصيب بداء العظمة الذي عانا منه الكاوبوي <جونسون> فاطاحت به حرب فيتنام. ويبدو أن ماحدث خلال عام وبضع عام مضت من ولاية الرئيس ترامب جاء ليؤكد بان علينا ان نحدق في ما آلت اليه الظاهرات العنيفة والأعمال والممارسات المخالفة للشرائع وضروب الابتزاز الذي يمارس بحق الملايين من البشر متسلحا ب(الهراوات الغليظة ) وماكينة غسل الدماغ ومليارات الولارات التي تنفق لقلب الحقائق فيصبح الظالم والقرصان والمعتدي منقذاً. والمقهور والمسحوق مكروها ومتهما . والناس تتظاهر هاتفة (أقتله -أقتله-)وعلى حد تعبير( إريك فروم ) فإن السادي لا تبرز قوته إلا بمواجهة الضعيف وما من صفه يحترمها إلا القوة. عضو مجلس المنطقة اللواء م/ عبدالله بن كريم العطيات
بواسطة : عبدالله بن كريم العطوي
 1  0