×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

شكراً بلاد الاسلام

الحمدلله القائل "ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولاتعثوا في الارض مفسدين " الاعراف:45 والصلاة والسلام على رسوله محمد واله واصحابه اجمعين القائل "لايشكر الله مالايشكر الناس "رواه ابو داود والترمذي ثم امابعد : فلايخفى على من له عقل ومرؤة ونخوة اسلامية وعربية مايشاهده من جهود جبارة مظنية تبذلها المملكة العربية السعودية لاتمام موسم الحج ،وتذليل الصعاب امام حجاج بيت الله الحرام لا اقول في ايام الحج فقط بل مايسبق هذه الايام من استعدادات هائلة على جميع الاصعدة ،فترى حالة من الاستنفار العام ومن ذلك الايعاز الى سفارات المملكة العربية السعودية وقنصلياتها،في جميع بلدان العالم بالتسهيل في انهاء اجراءات الحجيج وتمكينهم من الوصول لاداء شعيرة الحج ، والايعاز داخليا الى جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية في استقبالهم ببالغ الحفاوة والتكريم ،من غير التفريق بين جنس واخر او جماعة واخرى ،ولعمر الله ان هذه المعاملة من مكرمات دولة الاسلام -المملكة العربية السعودية -والتي تغص بها حلوق اعدائها ،وتفرح بها قلوب محبيها.

واما مايشاهده الحاج المنصف سواء من الخارج او الداخل من حسن التنظيم والترتيب ،وبث اللائحات والملصقات التي ترشد الحاج وتبين له طرق ومسالك الاماكن التي يؤمها ويقصدها ،وانتشار رجال الكشافة ورجال الامن ومراكز الصحة والتوعية الاسلامية والافتاء ودلالة الحائرين والتائهين الى مخيماتهم ومساكنهم ،والحفاظ على اعراضهم وانفسهم واموالهم وتطييب خواطرهم فشيء لا يكاد يصدق ، العساكر والقائمون على الحج ،باذلون جهدهم ومضحون باوقاتهم وراحتهم و مصطفون في الطرقات وفي مداخل وجنبات الحرم وجميع المشاعر ومعهم الماء وبعض المشروبات التي تخفف ضمأ ونصب وتعب الحجاج ، ناهيك عن حسن المعاملة ولين الجانب والابتسامة التي لاتكاد تغيب عن وجوهم ووجوه كل المنظمين والقائمين على شئون الحج ، ولا انسى موقف ذلك العسكري الشهم النبيل الذي اوقف لي ولوالدتي السلم المتحرك خوفا من وقوع والدتي على الارض وكذلك موقف اخيه العسكري الاخر الشهم النبيل الذي رافقنا مع والدتي ورفقتي من الدور السفلي الى الدور الاخير لرجم الجمرات وهو ممسكا بكلتي يديه كرسي والدتي خوفا عليها ان تقع ،مستشعرا مسؤليته الدينية و الاخلاقية والانسانية نحو اخوانه المسلمين ،وكذلك ماوثقته كاميرات الحجاج من تصوير للعساكر وهم يحملون كبار السن على ظهورهم والاطفال على اكتافهم عطفا وحنانا بل وصل الامر الى غسل ارجل بعض الحجاج بالماء مع مساعدة الضعفاء وتطمينهم لشيء هو مصدر اعزاز وفخر وعلامة فارقة بين بلد الاسلام -المملكة العربية السعودية- وبين المهرجين الحاقدين الشانئين، وكم سمعت وسمع غيري نداء القائمين على الحج بعبارة "ياحاج يعطيك العافية " و"وياحاج الله يتقبل منك "و "ياحاج ادعوا لنا معك" وغيرها كثير من العبارات الراقية التى ربت عليها دولة الاسلام -المملكة العربية السعودية-رجالها وعمالهاومع هذا كله من البذل والتفاني والرقي في المعاملة والقيام على رعاية حجاج بيت الله الحرام ،فلا ترى من الحاقدين والشانئين لبلد الاسلام -المملكة العربية السعودية - الا تتبع العثرات ،وتلمس الثغرات ،والخوض في النيات ، كالذباب لا يقع الا على القاذورات ويتجنب الارتشاف من الزهور والطيبات. ،ولله في خلقه شئون وهو احكم الحاكمين . يابلد الاسلام ،ومهبط وحي رب العالمين ،ان الناجح هو الذي تصوب نحوه السهام ،اما الفاشل فوجوده كعدمه ،والشجرة اذا نضجت ثمارها ،كثر راجموها ،فيابلد الاسلام ومئوى افئدة الناس لك بالنخيل علاقة فالنخل يرجم وهو يهدينا الثمر.

فسيري على بركة الله ،وثقي بوعد ربك ،والمسلمون الصادقون في مشارق الارض ومغاربها ممن تجردوا للحق ، وعرفوا الفضل لاهله ، معك والى جنبك ولسان حالهم يردد "وماشهدنا الا بماعلمنا وما كنا للغيب حافظين" .وها انا مسلم من ملايين المسلمين شاهد على تعبكم وسهركم و خدمتكم وقيامكم بشعيرة حج ربكم ،وعلى ماتبذلونه وتقدمونه لحجاج بيت الله الحرام ،فنسال الله ان يجزيكم خيرا وان يحفظ ولي امركم وبلدكم ورجال دولتكم ومواطنيكم والمقيمين بدياركم، وهاانا وغيري من ملايين المسلمين ندفع في نحور وعيون اعدائكم بقوله تعالى "قل موتوا بغيظكم" وبقول القائل: ماضر شمس الضحى في الافق ساطعة *الم يرى نورها ماليس ذا بصري.

كتبه الدكتور/ ناصر بن محمد العبيدي
استاذ الفقه وعلومه المساعد بكلية الشريعة والأنظمة بجامعة تبوك 14/12/1439
بواسطة : صدى تبوك
 1  0