×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله العمراني

"ديناصور" تيماء!
عبدالله العمراني

ديناصور تيماء ( 1 )



في ربيع عام 1433هـ ، قدمت من حائل وبالتحديد من محافظة بقعة عائداً لمحافظة حقل ، تلك المسافة التي تقدر بينهما بالألف كلم تقريباً، قطعتها شغفاً وهوساً بجمع السيارات الكلاسيكية والتراثية والتي تعتبر من أوائل السيارات التي كشفت أغوار النفود في تلك البقاع من مملكتنا الحبيبة , كنت أتقدم سائق السطحا والذي كان يحمل على ظهر ناقلته سيارتي التراثية من نوع فورد هاف موديل 1955م , كنت أرقبها من خلال مرآة سيارتي الصغيرة التي لا تكاد تلتقط سوى جزء بسيط من هيبة ذلك الفورد والذي اشبهه بأسدٍ رابض في عرينه يقاوم إرهاصات العمر ، قد أهلكه الجوع والعطش, ومع مايعتريه من تجاعيد هي دليل واضح على تقدمه بالسن إلا أنني كنت أغبطه على ما كان يحظى به من شعبية ونجومية فاقت كل توقعاتي , فلا نكاد ندخل قريةٍ أو مدينة إلا والأنظار تتجه صوبنا ..عفواً !! صوبه هو بالذات , يتسارع الناس بالتقاط الصور له ومعه وكأنه ديناصور عاد للحياة من جديد , كنا نمر من خلال نقاط التفتيش وكأننا في مهرجان شعبي كبير جعل له مسار متواصل محفوف من الجانبين بالمعجبين ، بدأ من حيث كانت البداية ( محافظة بقعة ) وانتهى بالقرب من (شاطئ الحميضة ) بمحافظة حقل.

ليس من المنطق أن يتفرق العشاق بمجرد أن يعترضهم عائق التغلب عليه يعد ممكناً ,فهذا هو مبدأي تجاه من عشقته , لم انتبه لفقده إلا بعد بضع كيلومترات !! ولا أدري كيف و لماذا يسهو المحب عن حبيبه !؟ عرفت حينها أنه وقع في الأسر (الناقل والمنقول) , فلا يملك سوى ورقة مبايعة كتبت بطريقة بدائية على نهج العصور الوسطى ..لاتغني ولا تسمن من جوع , دقائق هي المدة التي غاب عني فيها وكنت أخشى أن تطول المدة ولا أراه فيها خاصة وأنه مهاجر غير شرعي لذا هو عرضة للتوقيف والحبس الغير محدد بمدة زمنية !!

لم يكن المشهد كما توقعت بل كان أشبه بالخيال وروعة أحلام اليقظة, كانوا يلتقطون الصور له وكأنه نجم تلفزيوني فاقت شهرته البلاد والعباد , يسألوني مانوع السيارة ومن أي عصر أتت وهل هي للبيع و..وو فأخذت أجيب عن الأسئلة الموجهة إلي بكل ماأوتيت من سرعة بديهة ، اخبرني أحدهم والذي وجدت منه الاحترام والتقدير لما أبذله من مجهود في الحفاظ والإعتناء بالتراث ..أخبرني عن وجود سيارة مشابهة وأحسن حالا من التي كنت أحملها معي , وقال أنها تركن داخل سور الآثار الذي يحيط بموقع (قريا) الأثري , لم أتمالك نفسي من الدهشة وانسقت خلف موجة من الفضول اعترتني في تلك اللحظة لرؤيتها ولكن الوقت والظرف الراهن لم يكن ليسمح لنا بالتجول في تيماء والإطلاع على تلك السيارة.

( للحديث بقية )


بقلم الباحث/ عبدالله العمراني

image
بواسطة : عبدالله العمراني
 1  0