×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

المتآمرون!
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

المتآمرون!


في عالم مليء بالمفاجآت والأحداث المتسارعة تكثر الإجتهادات والرؤى في قراءة ما يحدث وطريقة التعاطي معه ، كل ذلك ينبع من التظاهر بحرص أكيد على توخي المصالح العليا للآوطان ، ولعله من نافلة القول أن لكل بلد ظروفه ومعطياته وحساباته ، وهذا لايلغي أو ينفي إننا في عالم وأقاليم لم تعد جزر معزولة ، فالتأثر والتأثير حاصل حتما وأن بدرجات متفاوته بين الدول، وهذا ما أثبتته حادثة ( جمال خاشقجي ) وهنا يبرز الوعي العميق لحقيقة ماجرى ، والقوى الفاعلة والمؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر ، حيث أصبح العالم شبه محكوم بإرادات دولية هي التي تتحكم إلى حد بعيد ببوصلة الحراك الدولي ، ولكن يبقى للمملكة العربية السعودية ثقلها ودورها الرائد في القرن الواحد والعشرون وموقفها من الأحداث الذي يتفق مع مبادئها وتاريخها الذي ينزهها عن الخداع والممالات والمواقف الهشة.

وحادثة خاشقجي أكدت بأنه لايوجد إعلام حر ونزيه بالمعنى الشامل للكلمة ومن يرى تحامل قنوات الدول الغربية التي تدعي الديموقراطية يرى إنها خدعة كبيره حاولت تلك الدول تسويقها من أجل تحقيق أهداف سياسية ، واقتصادية، وعسكرية وغيرها ،ومن المؤسف أن الإعلام الغربي باتجاهاته المختلفة أخذ يتباكى ويؤدلج الرأي العالمي لمقتل جمال خاشقجي بذريعة حرية الصحافة متناسين بأن القوات البريطانية والأمريكية عندما غزت العراق قتلت بعض الصحفيين ، واعتقلت البعض الآخر عدا ماقاموابه من مجازر بشرية يندى لها الجبين.

إن ماتناقلته الصحافة الغربية وما سمعناه من كبار المسئولين في الغرب أتى متسارع بناء على مصادر تركية غير رسمية ، ولم يكن ذلك سقطة مهنية وإنما كانت بمثابة اضطرابا نفسيا وسياسيا عكس شعور أولئك بضرورة استثمار حادثة القنصلية السعودية ، وقد أعدوا العدة لإبتزاز المملكة ونهب خيراتها وهم مستميتون لتحقيق ذلك ، وقاموا بتوجيه أسهم الاتهامات الصريحة والمبطنة بهدف اخضاع المملكة لإرادتهم ، وقد كان كبار المسئولين في تلك الدول كثيري التردد بين الظهور بقناع الأسد أو برأس الفار.

والمملكة أمام بوادر أزمة قد أطلت برأسها في الميديا العالمية والعربية ، ودول التآمر قد حلقت بحلمها بعيدا عن الواقع واستبشرت بهذه الأزمة وأعدت أجنداتها المسبقة لذلك.

هكذا بدت الصورة واضحة لموقف بلدان فقدت مصداقيتها واتخذت موقفا راقصا فوق الحقيقة في محاولة واضحة للخداع ، وانبرت أبواق الدعاية في توافق حتى أن من يسمعها يتوقع أن العالم في حاله استنفار وأصبح يخاف الله ، ولاعجب اذا تداعت دول الغرب المستبد في موقف متجانس للتصعيد لأنها فرصته للطعن في وضوح المملكة وعدالتها وحلمها المعهود ، ولكن قيام المملكة بالإعلان عن الجناة في ( مقتل خاشقجي ) ، أبرز المأزق الذي وقعت فيه تلك الدول وأكد أن شعار المصداقية الإعلامية أصبح وهما ، والمملكة العربية السعودية بصفتها آخر قلاع الصمود في المنطقة العربية ، تعلم جيد إنها مستهدفة من دول التأمر ومن يدور في فلكها من الدول المسخرة ، وقد أسائها مقتل أحد مواطنيها على يد الجناة ، وهي الحادثة الأولى الغير مسبوقة في تاريخها ، وترى إنه تدبير متفق عليه وأن ( خاشقجي ) ضحية لسياسات مرسومة مسبقا بدهاء للتآمر عليها ، ولذلك أوقفت الجناة (١٨) المشاركين في حادثة القتل واحالتهم للعدالة مراعاة للمصلحة العليا ، وابطال مفعول فخ العدالة المزيفة الذي نصبته دول الإستبداد وبذلك احرمتهم من التقوقع خلف هذا المبدأ للنيل منها.

وهاهي المملكة تقف قيادة وشعب بعز وشموخ رافضة الاستكانة والخضوع . بأستعلاء قائم على الحق الثابت المركوز في طبيعة الوجود الحق المستند إلى منطق القوة وتصور البيئة ، واصطلاح المجتمع ، وتعارف الناس ، وابقاءعقل الانسان السعودي أكبر من عبث هؤلاء المتأمرين.


عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ عبدالله بن كريم العطيات
بواسطة : عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي
 4  0