×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فوزي الأحمدي

صناعة ثقافة مسرحية؟!
فوزي الأحمدي

صناعة ثقافة مسرحية؟!
هذا عنوان أمسية ثقافية تم تقديمها في جمعية الثقافة والفنون بمدينة تبوك يوم الخميس الماضي , بحضور الفنان المسرحي محمد المنصور والكاتب المسرحي علي مسامح , وأدار الأمسية الأعلامي صالح المرواني بكل كفاءة وإقتدار بحضور نخبة من المسرحيين والمثقفين بالمنطقة.

في البداية أود التعليق على المداخلة التي قدمتها عضو مجلس الشورى الدكتورة نورة المري , حيث استهلت حديثها بقولها أن المسرح أبو الفنون وكالعادة عند التطرق إلى أي موضوع ما في المجتمع , نجد الدكتورة نورة تختزل مشاكل المسرح بالمرأة!! وفي الحقيقة لا أعرف إذا كان هناك في المملكة مسرح يعتد به ؟! أعطوني مسرحية واحدة في المملكة إستطاعت أن تترك بصمة أو أثر , وفي أي مجال ولو كان ذلك على نطاق ضيق (الوسط الثقافي) ؟! هل هناك مواطن واحد في المملكة يعرف إسم مسرحية واحدة تم تقديمها على المسرح السعودي أو إسم أحد من الممثلين الذين شاركوا فيها ؟! هل هناك كاتب مسرحي إستطاع أن يحقق الإنتشار في الخارج أو حتى أن ينجح في إثبات وجوده حتى في الداخل!.

يجب أن نعترف بأننا حديثو عهد بالفن عفواً المسرح . نعم المسرح في الماضي كان يطلق عليه (أبو الفنون) , ولكن مثل أي مهنة سادت ثم بادت هذا هو حال المسرح في الوقت الحاضر توارى الى الصفوف الخلفية , وحلت مكانه فنون أخرى أكثر جاذبية ولها القدرة على الوصول الى جميع طبقات الشعوب مثل المذياع والسينما والتلفزيون والفضائيات , البرامج الحوارية (التوك شو) و تلفزيون الواقع , وأخيرا الإنترنت الذي إستطاع أن يهيمن على بقية الفنون وبدون استثناء.

مواقع التواصل الإجتماعي الآن هي التي تسيطر على المشهد الإعلامي والثقافي في العالم كله , لقد تحول التويتر الى خبر عاجل , والفيسبوك الى مجلة , واليوتيوب الى قناة فضائية. حاليا تعتبر مواقع التواصل الإجتماعي بمثابة (برلمان للشعوب) تناقش فيه جميع قضاياها بعيدا عن مقص الرقيب , بل تحولت إلى مصدر إخباري رئيسي لوكالات الأنباء العالمية. من خلالها نستطيع أن نتعرف على مشاكل الشعوب وتطلعاتها , السينما إنحسرت في العديد من دول العالم , ولم تعد تجدها الا في بعض المولات (الملاذ الأخير)؟! أي دولة تذهب إليها تجدهم يحدثونك عن مشاكل المسرح , لا يريدون أن يعترفوا بأن المسرح يمثل مرحلة تاريخية وأن الزمن تجاوزها (البدائل)؟! في دول الجوار والذي دخل اليها المسرح منذ قرن ونصف لم يحقق المسرح أي نجاج يذكر !.

في مصر إستطاعت بعض المسرحيات أن تحقق الكثير من النجاح مثل مدرسة المشاغبين من خلال تشويه (سمعة المعلم). وشاهد ما شافش حاجة (تشويه سمعة القضاء) . والواد سيد الشغال (المحلل) , كلها اعتمدت على البسط وهز الوسط والإبتذال والخروج عن النص والالفاظ النابية والإيحاءات الجنسية (التهريج)! لكن لكل قاعدة استثناء فقد استطاع الفنان السوري دريد لحام ومن خلال مسرحياته ( غربة , ضيعة تشرين , كاسك يا وطن) أن يحقق النجاح والإنتشار من خلال تسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطن العربي في تلك الفترة.

يقول طه حسين: إذا دخلت السياسة إلى الأدب أفسدته ! اعتقد أن ذلك ينطبق على بقية الفنون , ويقول ناقد مسرحي عربي: المسرح لا ينمو إلا في ظل الحرية (الشرق الأوسط). أعتقد أن هذه العبارة تختزل كل مشاكل المسرح العربي.

بقلم/ فوزي محمد الاحمدي
بواسطة : فوزي الأحمدي
 0  0