×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور مسعد العطوي

اليتيم الفارس!
الدكتور مسعد العطوي

اليتيم الفارس!
يحكى أن رجلا شهما مات في معركة وترك ابناً غلاما ذكيا وكان عمه مجاورا وعنده ابنة نجيبة ذات فتوة وشهامة فزوجها لابن عمها الصغير لكنها زهدت فيه وأعرضت عنه تريد الفكاك بعقلانية فرأى الأب ذلك فأمرها أن ترعى الأغنام وتبيت في مكان مخصوص وأرسل زوجهاإليها ولحق بهما الأب فوجد أن لاتوافق فأهتز الأب وقال لها والله لابد لك منه ولوكنت مربوطة وقال لها لم تراع حرمة والديك فاهتزت البنت واجهشت بالبكاء وأزداد الأب غضبا فقامت إليه وقالت أمرك يا أبي مثل السيف هنا وأشارت إلى عنقها وقالت:ألحق الغنم وأحضر الحطب قال لها عليه الله قالت الله عظيم ورضاك من رضاه والله لن أخالفكم فقال الأب توكلي على الله فذهبت ومرت بزوجها وسلمت عليه برضى وقالت خذ هذه الشاة وأذبحها ولحقت بغنمها واستعدت في نفسهاوأظهرت زينة قلادتها وتسريح شعرها ثم أقبلت وجالست والدها ورأت الفرح والبهجة عليه وكذلك اقتربت تعد الشواء مع زوجها فكانت ليلة بهجة للجميع ومع مرور الأيام سألته زوجته مع مرؤتك وهمتك لماذ أصررت عليّ مع أنني رافضتك قال ألم يزوجني أبي وهي رغبة عمي والله لن انقض عهدهما فقالت أدركت الآن أنك أقدر مني على تخطي الرغبات ووفاء العهد
ومالبث الأب إلا زمنا يسيرا حتى مات ولكن طمع فيهم عمهم وأخذ منهم أغنام وعاود عليهم وهم يترجونه لكن يسخر منهم وتارة يأتي معه ببعض أولاده المستهترين فيسخرون منهم واليتيم أحس بالرجولة والفتوة والمسئولية والقهر لكن عقله يغلب عليه وذات ليلة حضرلهم عمهم وحددلهم مقدار مايريده وترجاه الزوج وزوجته وأمه أن يحسن تعاملهم لكن استحوذ عليه الشيطان فذهبوا للنوم ولكن الزوجة رأت أن زوجها لم ينم وجنبه لم يستقر على مضجعه فلما ظهرت معالم الصبح تداولت معه الأمر واتفقوا على الصبر فكأن الزوج هدأت حاله وغلبه النوم ؛ وأمهم تعد الفطور للضيف الثقيل و الزوجة ترقبه وهو يلتهم الطعام ثم جلس وطلب إحضار ماذكره البارحة فتقدمت الزوجة هائجة ولما اقتربت منه استلت السيف وقالت يالظالم ألا تخاف الله تعتدي على محارم أخوانك وأهوت بالسيف على يده لكنه جذبها فأصابته الرجفة لأنه يعرف فروسيتها ويطلب العفو ثم اقتربت منه وغمزته بالسيف وقالت والله إني أريد أقطعك إربا وأضعها في النار لنأكل منها جميعا نحن الذين لم ننم من قهرك فتدخلت الأم وأخذت منه العهود والبنت غارسة السيف في كتفه فقالت البنت قبلنا لنحدرك ونجرب والله لولا الدم الذي بيننا لرأيت دمك قبل أن تخرج روحك وأمرته بإعادة ما أخذه سابقا وأمهلتة خمسة أيام وترك مطيته وولى هاربا فلما نهض الزوج هدأن روعه ولكنه أصر على ملاحقته خشية من الغدر وتأكيد الأمر وامتطى فرسه ولحقته زوجته على فرسها فلما رأهما العم هدأ أولاده ولكن أشرهم وأبطرهم انطلق لهما مستهترا فصرعه الغلام ولكن العم صرخ في النزل رافعا الراية البيضاء فكان الحجز والاستجارة بالله والخوض ثم كان الصلح ؛فأدرك القوم فروسيته وعقلانيته فاتخذ الفتى طريقه للقيادة والريادة.

الدكتور/ مسعد العطوي
بواسطة : الدكتور مسعد العطوي
 0  0