×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

القانون يحمي حياتنا الفطرية
نواف شليويح العنزي

القانون يحمي حياتنا الفطرية
جاءت التشريعات القانونية التي أقرتها وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة مؤخرا ؛ إخلاصا وحبا لبيئتنا وما حوته من حياة فطرية متنوعة تنبض بجمال الطبيعة ورونقها ، والذي اقترب من الأفول والاندثار ، و بكل أسف لم يتبق منها إلا أعداد أنبأت باقتراب معظم المخلوقات الحية من ظاهرة بغيضة تسمى ظاهرة الانقراض الإحيائية ، تلك الكارثة التي أوجدها أصحاب الإبادة والتشويه البيئي ، وهم في كل وقت وزمان هواة ومحترفي حب التدمير والقتل لكل ما تحرك وانتقل ، و توحش ودبت فيه الحياة في رؤوس الجبال والغابات والسهوب وفي القفار والرياض ، وحتى من عاش تحت الصخور والأحجار لم يسلم من عدوانيتهم البيئية ، و اجتثاث كل مانبت وارتفع عن سطح التربة أخضرا ، أو يابسا يرجى اخضراره لو مر عليه فصل ربيع سبقته الأمطار والسيول ، و بعد كل المظاهر السيئة التي أصابت بيئتنا في العقود التاريخية الماضية من قضاء متعمد على مظاهر الحياة البرية ؛ تنبه من بيده سن القوانين التشريعية وأدرك خطورة استمرار التدمير البيئي وتناقص أعداد مكونات الحياة الفطرية في المعالم الطبيعية لأراضينا ، فأقر بعاطفة صادقة محبة للوطن ومكونه الطبيعي ؛ نصوص متعددة من التشريعات لتنقذ وتحافظ على الأعداد القليلة الباقية ، أو ما تم إعادة توطينه في بعض المحميات الطبيعية ، والتي كانت أراضيها قبل زمن طويل تزخر بالمئات من الحيوانات البرية وتنتشر على أراضيها أشجار متنوعة نمت في بيئتها ، وتكاثرت حتى أصبحت تسر كل زائر لها أو مسافر استظل تحت ظلالها وابتهج باخضرارها ، وتضمنت هذه القوانين التشريعية غرامات متفاوتة لصيد الحيوانات البرية على الأراضي السعودية بحسب درجة أهمية المخلوق البري ، ومدى تعرض أعداده للتناقص ، ومتى تم تفعيل هذه الغرامات على أرض الواقع بكل حزم سوف نشاهد جميعا عودة بيئتنا إلى ما كانت عليه قبل عشرات السنين ، من تنوع وجمال بيئي جاذب لكل مواطن أو سائح يهمه الإطلاع على التنوع الاحيائي في بيئتنا السعودية، وتحفز هواة ومحبي الحياة الفطرية على الإسهام بالإنماء البيئي خارج المدن ؛ لأنه يدرك بأن القوانين تحمي ما جلبه وشارك به في بيئته من حيوانات أو نباتات ، وتشجع على هجرة المزيد من المخلوقات البيئية من بلاد بعيدة إلى بيئتنا المحلية وتكاثرها في أجواء وجدت بها الأمن البيئي ، والحاجات البيلوجية لها بعيدا عن هواة تدمير البيئة وتشويهها .
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 1  0