×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالقادر عياد البلوي

"الهيئة" لا تعمل.. أم نحن شعب نزيه؟!
عبدالقادر عياد البلوي

بدأت أشعر بالفعل أننا شعب نزيه! بل نكاد نكون مجموعة من الملائكة، في نزاهتنا! فهيئة مكافحة الفساد أمضت - ولله الحمد - نحو ٤٥٥ يوماً منذ إنشائها دون أن تعلن عن إسقاط رأس أو اقتياد آخر.
لم أتوقع إطلاقاً أننا بهذه النزاهة.. يمر أكثر من عام دون أن تبلغنا الهيئة أنها وجدت فاسدا واحدا لتعلن تقديمه للعدالة، ونزفه للسجن ونحن نشعر بالنصر. ومسألة مكافحة الفساد، وكما هو معروف في كل دول العالم، تقتاد الرؤوس الفاسدة، قبل البحث في ركام موظفي الطبقات الدنيا.. والهيئة ـ ولله الحمد على كل حال ـ لم تقتد أحداً حتى اللحظة، بحسب علمي.
إذاً، فكل قصص الرشا، والاختلاسات، وسرقة المشاريع والأراضي والمناقصات، والتربح من الوظائف والمناصب؛ ما هي إلا شبهات.
وتلك الملايين التي تتنامى في أرصدة بعض المديرين والمسؤولين، لا نحتاج للسؤال عن مصدرها طبعاً، كونها أتت بطرق مشروعة ولا فساد فيها.
وأيضاً، "سوالف" تمرير المناقصات الحكومية، وتحويل أراض لمخططات خاصة، والتحايل على نزع الملكيات قبل إعلان المشاريع، وعمولات التعاقدات الحكومية؛ كلها مجرد هراء وكذب.
بل حتى تقارير منظمة الشفافية الدولية التي لم تتجاوز بنا الرقم (4.7) وهو مؤشر مدركات الفاسد الذي يشمل "إساءة استخدام السلطة العامة من أجل المنفعة الخاصة" هي مجردة من الحقيقة.
يا سادة يا كرام: أن يمر 455 يوماً دون أن يعلن فيها الإطاحة بفاسد واحد على الرغم من كل ذلك - فهذا دليل على أمرين لا ثالث لهما: إما أن الهيئة لا تؤدي عملها كما يجب، أو أننا بالفعل شعب نزيه رغم أنفنا ورغم أنف كل منظمات الدنيا.
بواسطة : عبدالقادر عياد البلوي
 11  0