×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خالد ساعد ابوذراع

صــرخـــة يتيمـة !
خالد ساعد ابوذراع

نحن في مجتمع إسلامي محافظ وهبه الله حب الخير والسعي إليه ، وأصبح جل اهتمامه هو رعاية المحتاجين والمتضررين - ولاسيما اليتامى فـ لقد ضرب لنا معلم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة ، وجسدها لنا خير تجسيد ، وبين لنا أجرها وثوابها ، وكيف نتعامل مع اليتيم وكيف نُظهر ابتسامته وكيف نساهم في سعادته فها هو صلى الله عليه وسلم يمسح على رأس اليتيم، ويقول : " من مسح على رأس يتيم لا يريد به إلا الله -عز وجل- كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو كهاتين، وضم بين الوسطى والسبابة "
ومما لا شك فيه ولا ريب أن دار الأيتام بيئة نقية تتميز عن غيرها، وربما كانت بيئة دار الأيتام أنقى وأطهر من بقية المجتمعات التي تكاثرت بها المحن ، والمصاعب ، والنقم ،والدليل على ما أقول أن المشايخ ، والعلماء ، والملوك ، والقادة ! الكثير منهم كانوا يتامى ، أيدهم الله بروح منه وسددهم ، والى الصواب قربهم وأرشدهم لأنهم ؛ تحملوا المسؤولية منذ صغرهم ، وأيضا تمتعوا برعاية وأجواء نقية سواء كانت صحية أو نفسية .

إلا أن هذا لا يكفي ، فالمجتمع الخارجي يتطلب منهم عدة ادوار ، وأهمها مرحلة ما قبل الزواج ، تعد هذه المرحلة مصيرية ، منها ينطلق اليتيم - أو من ترعرع في دار الأيتام بصفحات بيضاء جديدة ، ولكنها متأثرة بما يكون في المجتمع من قلة وعي وأدراك وإجحاف وتقصير تجاه الزوجة اليتيمة .

قالت إحدى فتيات الدار أول ما قالت : كثيراً ما يتقدم لنا مَنْ يريد الزواج من الدار ، ولكنه يتصرف بهمجية ، و كأنه يطلب خادمة ، وليست شريكة لحياته ، فقد تقدم شاب للزواج يطالب بفتاة تخدم والديه المقعدين مستغلين ظروفنا وقلة حيلتنا .
أيننا عن قول النبي صلى الله عليه ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك )."
ليتنا ندركُ أحاسيسهم ، وننمي الرضا في قلوبهم ، ونـتـفهم أوضاعهم ، ونتقرب منهم ولا نفرق بينهم كما هو حاصل الآن فكم من فاقد أبويه أصبح من حمامة الدار وبعد خروجه من القفص ، بات مردودا إذا طلب القرب منا ، متشرداً متبعثراً في داخله ، و كل أبواب السعادة والاستقرار ملبدة بالعناد والتعب ، يا سادة ، نحن في زمن طفحت فيه صرخة اليتيم لم تعد مسموعة ولم تعد تعنينا وذلك لقلت رعايتنا لهم .
ختاماً : التلطف ، والتودد ، والعطاء ، بـوجه اليتيم صدقة .
ومن أراد السعـة في المال وغيره فعليه التقرب من اليتيم .
ومـن طـــمع بكـرم الله وفضـله فعليــة أكرام الـــيتيــم .
ومن أراد ســكينـة القــلب والــروح فــليمسح رأس اليتيم .
ومن طمع بمـــال اليتيم فأن مثــواه النــار وبئس المصير .
بواسطة : خالد ساعد ابوذراع
 19  0