×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالقادر عياد البلوي

النتيجة (صفر)
عبدالقادر عياد البلوي

أولى خطوات علاج المشكلة تبدأ من الاعتراف بها، ومواجهتها بشجاعة. من يهرب من المشكلة أو ينكرها لن يصل إلى علاج لها أبداً.



أولى خطوات علاج المشكلة تبدأ من الاعتراف بها، ومواجهتها بشجاعة. من يهرب من المشكلة أو ينكرها لن يصل إلى علاج لها أبداً. لدينا اليوم مشكلات تنموية خطيرة، لكي نعالجها يجب أن نعترف بها ونواجهها، دون ذلك ستستمر وتتفاقم إلى ما هو أشد. مع الصيف نكتشف بأن لدينا معاناة مع شركة الكهرباء، ويمضي الصيف ونحن في جدال عقيم حول الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، وحقوق المواطنين، وأحقية التعويض، وينتهي الموسم دون أن نخرج بعلاج لهذه القضية.. لتصبح النتيجة (صفر).
يأتي المطر فيبتهج به كل البشر إلا نحن نخاف منه ونتقيه، ومع كل حادثة بشعة تستعيد اللجان حماسها ونبدأ الحديث عن الجسور، وتصريف السيول، والسدود والأودية، ويجف المطر مثلما تجف دموع المنكوبين ولا نخرج بحلول أو نتائج. منذ أيام فقدت جازان اثنين من أبنائها في ريعان الشباب، ذهبا عندما جرفتهما السيول ودفعا ثمن أخطاء وإهمال وفساد الغير، ولأننا لا نقف عند مثل هذه الحوادث بمسؤولية ونبدأ البحث عن أوجه القصور والخلل ونحاسب المتسببين، ستبقى أودية جازان كما هي.. وستكون النتيجة (صفر).
نكتشف في كل مرة بأننا ندفع أموالنا للريح.. مشاريع تكلف المليارات والنتيجة فشل متكرر، مبان متصدعة وهي جديدة، طرق مكسرة بعد أيام من إنهائها، أرصفة يتآكل أولها قبل إنجاز آخرها.. ما هذا؟ وإلى متى؟ ومن المسؤول؟ ومن المسؤول عن محاسبة المسؤول؟.. قضايانا ومشاكلنا هي هي منذ عشرات السنين.. تستمر لأننا نجيد الحديث حولها ولا نعرف العمل لعلاجها، تتكرر لأننا نعلن القضية ولا نعلن العقوبة.
بواسطة : عبدالقادر عياد البلوي
 3  0