×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالقادر عياد البلوي

معهد "المرجلة"..
عبدالقادر عياد البلوي

مفزعة تلك الإحصائيات التي تتحدث عن الطلاق في السعودية، بعض التقارير الصحفية تتحدث عن حالة طلاق كل نصف ساعة!! التأمل في أرقام تلك الإحصائيات يجعلنا نرتعد ونحن نستشرف المستقبل لملايين المراهقين والمراهقات حولنا. وبالتأكيد، سيصبح عدد كبير منهم مفردات لإحصائيات أخرى؛ إن لم نواجه بمسؤولية أسباب ذلك، ونفتش عن العلاج الصحيح.
قبل سنوات، طرحت فتاة من جدة مشروعا خلاقا لتأسيس معاهد تعمل على تدريب الفتيات ليصبحن مؤهلات لبيت الزوجية، بما في ذلك العلاقة مع الزوج والقيام بمتطلباته وأعبائه.. حظيت فكرتها باهتمام إعلامي بالغ، ولا أدري إن وجدت اهتماما مشابها من قبل الجهات الرسمية المختصة؛ إن كان ثمة جهات مختصة بهذا الأمر! ما أعلمه، والله أعلم، أن الحراك الخجول الذي يحاول علاج هذه "الظاهرة" لا يتعدى مبادرات لجمعيات خيرية لنصح وإرشاد الفتيات، وبشكل فردي.. أما الأمر الذي لا أعلمه، ولا أعتقد بأن أحدا يعلمه أيضا؛ هو وجود معاهد أو مبادرات أو "كلام" حول تدريب الأزواج على التعامل مع الزوجة، وتفهّم احتياجاتها النفسية، وحقوقها الشرعية. وبما أننا "مجتمع ذكوري" بامتياز، يغيب عن أذهان الكثيرين أن ظاهرة الطلاق يتحمل وزرها بشكل أو آخر الزوج، سواء بحق القوامة ومدى إيفائه بمتطلباته، أو على الأقل بامتلاكه حق الطلاق الذي يسيء التصرف فيه.
اليوم، يطلب من كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج شهادة صحية تؤهلهم لإنشاء أسرة سليمة صحيا. لماذا لا يضاف إلى هذه الشهادة شهادة أخرى تكشف مدى استيعابهم لمسؤولياتهم المستقبلية، وأعتقد بأن "الشباب" أولى بهذه الشهادة من الفتيات، كون المجتمع، بتقاليده، يمنحهم حقوقا تتجاوز في كثير من الأحيان مستوى إدراكهم، بل ومستوى رجولتهم أيضا. تصفحوا معظم الشباب من حولكم، أعيدوا تقييمهم بما يوازي مسؤولية كونهم أزواجا.. عندها ستطالبون معي بمعاهد لتعليم الكثير منهم حقيقة "المرجلة".



تويتر:
agbalawi@
بواسطة : عبدالقادر عياد البلوي
 7  0