أنتَ الذي كانَ للدنيا بسِيرتِهِ
ضياءُ نجمٍ يُضيءُ الدربَ مبتسما
تمضي بخيرِك لا ترجُو مكافأةً
إلا رضا الله، لا تبغي بهِ كَرَما
عندما تستثمر مع الله، فأنت تضع جهدك ومالك ووقتك في أعمال الخير التي تبقى أثرها في الدنيا وتثقل ميزانك في الآخرة. هذا الاستثمار لا يخضع لمعادلات السوق، بل يعتمد على النية الخالصة والعطاء دون انتظار مقابل مادي مباشر، ولقد رحل عن دنيانا بالأمس من نحسبه – ولا نزكيه على الله – مثالًا حيًا لمن استثمر مع الله فحسن استثماره، وهو الدكتور عبدالله بن بدوي الشريف، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بمنطقة تبوك، والذي كانت حياته نموذجًا للبذل والعطاء، حيث كرّس جهوده في خدمة المجتمع وأعمال الخير.
لقد كان للدكتور عبدالله بصمة واضحة في دعم العمل الخيري والثقافي، ومن بعض أعماله التي كان لي أوفر الحظ والشرف بالعمل معه فيها، إنشاء أول جائزة شعرية في المملكة للثناء على الله عز وجل وتمجيده، وهي مبادرة فريدة تُعبر عن ارتباطه بالقيم الإيمانية وتحفيزه للمبدعين على توجيه أقلامهم لمدح الله ﷻ والاعتراف بعظيم نعمه وآلائه، واليوم هذه الجائزة قد تحولت إلى جمعية قائمة بدورها كما تمنى لها – رحمه الله -، تعمل على نشر الثقافة وتعزيز دورها بمنطقة تبوك.
لقد رحل جسده، لكن أثره باقٍ، وأعماله شاهدة على عطاء لم ينقطع، وميراثه من الخير مستمر بإذن الله. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
ورحل أحد أعمدة الخير في تبوك
::
في مقالات
اترك تعليقاً