ديوانية الغرفة بتبوك.. حين يلتقي رمضان بالحوار والتنمية

في زمن يضج بالتقنية والرسائل السريعة، يبقى اللقاء المباشر وتبادل الحديث وجهًا لوجه من أقوى أدوات بناء المجتمعات، وتحديدًا حين يكون ذلك في أجواء رمضانية دافئة تتقاطع فيها الروحانية مع المسؤولية، وهذا ما تجسده “ديوانية الغرفة” الرمضانية التي أطلقتها الغرفة التجارية الصناعية بتبوك هذا العام.

ليست مجرد أمسية رمضانية تُقام وتنتهي، بل هي رؤية جديدة لمساحة حوارية تُعيد الاعتبار لثقافة المجالس، حيث يُناقش فيها الاقتصاد كما يُناقش الهم المجتمعي، وتُطرح المبادرات كما تُصاغ الأحلام.

في واحدة من جلساتها، طُرحت الفرص الاستثمارية في التعليم، وفي أخرى، تم الحديث عن المسؤولية الاجتماعية ودور الجمعيات الأهلية.. هذه المواضيع ليست ترفًا فكريًا، بل هي العمود الفقري لتنمية مستدامة تنطلق من المجتمع وتصب فيه.

ما يميز ديوانية تبوك أنها ليست مغلقة على رجال الأعمال فقط، بل تُرحّب بالشباب، بالمهتمين، وحتى بالمختلفين، وهذا ما تحتاجه منطقتنا اليوم: مساحات مفتوحة للتلاقي، للتفكير، وللحديث دون تكلّف أو رسميات زائدة.

إن استمرار هذه الديوانية وتطويرها عامًا بعد عام كفيل بأن يجعل منها منصة حقيقية للتغيير، شرط أن تُصغى الأصوات المختلفة، وأن تُحوّل الأفكار المطروحة إلى واقع ملموس.

رمضان موسم للتجديد، لا للأكل والسهر فقط، وديوانية الغرفة بتبوك فهمت الرسالة جيدًا، وقررت أن يكون لها دور في صناعة “الحديث المفيد”، وهذا بحد ذاته، خطوة تستحق الإشادة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *