فن الزير.. أصالة تخطو إلى العالمية مع فنون العلا

المصدر:

العلا – حوار : عبدالرحمن المورعي

يعتبر فن الزير أحد الفنون التقليدية الغنية التي تعكس التراث الثقافي العريق لمحافظة العلا في المدينة المنورة. يمتد تاريخ هذا الفن لعدة أجيال، حيث كان يُمارس في المناسبات الحربية والاحتفالات الاجتماعية، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من هوية أهل العلا. وكان يُستخدم في الأصل كلعبة حربية تشجيعية للمدافعين، ويؤديه الآباء والأجداد في سوق البلدة التاريخية أيام العيد لتحميس الشباب.. ومع مرور الزمن، تطور هذا الفن من تقليد محلي إلى فن يعرض على الساحة الوطنية والدولية، بفضل جهود الفنانين والمحافظين على هذا التراث.

في رحلة الحفاظ على هذا الفن الأصيل وتعزيز مكانته، لعبت فرقة فنون العلا دورًا محوريًا، حيث قدمت عروضًا مميزة في مختلف المناسبات والفعاليات، مما ساهم في نشر هذا الفن بين الأجيال والشعوب.. تحت قيادة الأستاذ خالد العتيق أبو نايف، استطاعت الفرقة أن تحافظ على جمالية وأصالة فن الزير، مع إدخال لمسات حديثة تجذب جمهورًا واسعًا ومتعدد الاهتمامات.

في إطار دعم الإعلام المحلي لهذه المبادرات الثقافية، أجرت صحيفة “صدى تبوك” حوارًا مع الأستاذ أحمد مسعود، أحد أعضاء فرقة فنون العلا، والأستاذ خالد العتيق أبو نايف، قائد الفرقة الحالية، للإطلاع على رحلة هذا الفن العريق وتطوره حتى وصل إلى العالمية.

فن الزير وتطوره

بدأ الأستاذ خالد أبو نايف حديثه بتعريف فن الزير قائلاً: “الزير هو جذع نخلة مجوف من الداخل، مشدود عليه جلد الإبل أو الجمل، يُستخدم في الضرب للعزف على الإيقاع التقليدي. فن الزير يعود لأجيال عدة، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح جزءًا لا يتجزأ من المناسبات الوطنية مثل الأعياد والزواجات”.

تاريخ المشاركة والفعاليات

وأوضح الأستاذ أحمد مسعود مشاركة فرقة فنون العلا في العديد من الفعاليات والمهرجانات الوطنية، منها الجنادرية والفعاليات في تبوك والمنطقة الشرقية. وأضاف: “كنا أول من شارك في الجنادرية منذ حوالي 25 عامًا واستمررنا حتى نهايتها، إلى جانب مشاركاتنا في دار العلا للتراث والثقافة تحت قيادة الأستاذ أحمد السديري الذي كان له دور كبير في تحقيق ذلك”.

دعم الهيئة الملكية والتطور العالمي

أشاد الأستاذ خالد بدعم الهيئة الملكية لمحافظة العلا قائلاً: “الهيئة الملكية دعمتنا بشكل كبير وساهمت في تحقيق إنجازاتنا، مما جعل فن الزير يصل إلى مستوى عالمي. شاركنا مع فنانين محليين وعالميين مثل محمد عبده ونانسي، إضافة إلى فنانين دوليين، مما زاد من شهرة فن الزير وانتشاره عالميًا حيث تجاوزت المشاهدات على بعض الفعاليات الثلاثين مليون مشاهدة”.

التحديات والتطلعات المستقبلية

تطرق الأستاذ خالد إلى التحديات التي واجهت الفرقة في بداياتها، مشيرًا إلى الدور الكبير للأستاذ عبد العزيز المورعي والأستاذ إبراهيم في دعم الفرقة وتحفيزها. وأضاف: “نطمح للاستمرار في تطوير فن الزير والمشاركة في المزيد من الفعاليات الدولية لنرفع من مكانة هذا الفن وننشره بين الشعوب المختلفة.”

وأخيرًا، اختتم الأستاذ أحمد مسعود الحوار بالتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه من خلال الفنون التقليدية مثل الزير. وذكر: “فن الزير ليس مجرد لعبة موسيقية، بل هو جزء من تاريخنا وهويتنا الثقافية التي نفخر بها ونحرص على نقلها للأجيال القادمة”.

 

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *