كشف مسؤولان دفاعيان أمريكيان أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بدأت في إعداد خطط لسحب كافة القوات الأمريكية من سوريا، ويأتي هذا التحرك بعد أن أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولون المقربون منه رغبتهم في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، مما دفع البنتاغون لدراسة إمكانية تنفيذ الانسحاب خلال فترة تتراوح بين 30 إلى 90 يومًا.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، مايك والتز، قد زار الجمعة الماضية مقر القيادة المركزية الأمريكية في فلوريدا، حيث التقى بعدد من كبار القادة العسكريين وناقش معهم تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ومع ذلك، نقلت “إن بي سي نيوز” عن مسؤول في البيت الأبيض نفيه أن تكون زيارة والتز مرتبطة بتقليص القوات الأمريكية في سوريا، مؤكدًا أن الهدف من الزيارة كان “الحصول على صورة شاملة عن المنطقة”.
وفي تصريحات سابقة، نفى الرئيس ترامب أي نية للولايات المتحدة للتورط بشكل أعمق في سوريا، مؤكدًا أن سوريا لا تحتاج إلى تدخل أمريكي.
يذكر أن ترامب كان قد أصدر في عام 2019 أمرًا بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، إلا أن وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، اعترض على القرار واستقال من منصبه احتجاجًا عليه.
ورغم سحب جزء من القوات الأمريكية في ذلك الوقت، استمرت الولايات المتحدة في الحفاظ على وجود عسكري محدود في سوريا، وفي ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا بلغ نحو 2000 جندي، وهو أكثر من ضعف العدد الذي تم الإعلان عنه سابقًا.
ووصفت الوزارة الجنود الإضافيين البالغ عددهم 1100 جندي بأنهم “قوات مؤقتة”، بينما تم نشر الـ900 جندي الآخرين كقوات أساسية لفترة أطول.
وتتمثل مهمة القوات الأمريكية في سوريا في القضاء على تنظيم “داعش” ودعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ،ومع ذلك، حذر مسؤولون عسكريون من أن سحب القوات الأمريكية قد يؤدي إلى تهديد الأمن في المنطقة، خاصة في السجون والمعسكرات التي تحتوي على عناصر من التنظيم، ما قد يعزز قوة “داعش” ويعيد تمركز مقاتليه.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية وسياسية كبيرة، وسط مخاوف من أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية إلى فراغ أمني قد تستغله الجماعات المسلحة لتعزيز نفوذها.
اترك تعليقاً