وزير الاقتصاد يعرض استراتيجية المملكة للذكاء الاصطناعي في “مؤتمر العلا”

صرح وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم،  اليوم الإثنين أن المملكة العربية السعودية تتبع استراتيجية مكونة من 3 محاور رئيسية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك في إطار سعيها لاستغلال البيانات والمعرفة المتراكمة لتعزيز دورها في هذه التقنية المستقبلية، وجذب المزيد من المبتكرين والمستثمرين للمشاركة في تطويرها، جاء ذلك خلال حديثه في فعاليات مؤتمر “العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة”.

 

المحور الأول:

أوضح الوزير أن المحور الأول لاستراتيجية المملكة يتمثل في أن تصبح السعودية مستثمراً استراتيجياً ومالياً ناجحاً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويتطلب ذلك من المملكة أن تركز على جذب الاستثمارات في هذا المجال، وتعزيز قدرتها على استخدام هذه التقنية لتعزيز القطاعات المختلفة.

 

المحور الثاني:

المحور الثاني يهدف إلى أن تكون السعودية جزءاً من سلسلة القيمة العالمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إذ تتمتع المملكة بفرص كبيرة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، وطاقة الهيدروكربون الأنظف، والتحول في قطاع الطاقة، بجانب الجهود الكبيرة التي تبذلها لإزالة الكربون. 

وأضاف الإبراهيم أن المملكة تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة في مجالات أخرى مثل المواهب البشرية، والأراضي، وبيئة تنظيمية مرنة، وهو ما يجعلها قادرة على لعب دور بارز في الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي.

 

المحور الثالث:

أما المحور الثالث، فيتمثل في جعل القطاعين العام والخاص، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية، مستخدمين مؤثرين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

حيث أكد الوزير على أهمية استغلال المملكة لقدراتها المؤسسية وبياناتها والمعرفة المتراكمة لديها لتصبح من أبرز مستخدمي هذه التكنولوجيا المتقدمة، مما سيساهم في تحقيق المزيد من الفوائد على المدى الطويل، خاصة من خلال جذب المزيد من المبتكرين والمستثمرين.

 

المملكة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي

من جهة أخرى، أعلن الوزير الإبراهيم عن رغبة المملكة في أن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال إطلاق مشروع جديد بعنوان “مشروع التفوق” (Project Transcendence)، والذي سيشمل استثماراً كبيراً يصل إلى 100 مليار دولار. 

المشروع يستهدف الاستثمار في مراكز البيانات والشركات الناشئة والبنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي في المملكة، إضافة إلى جذب المزيد من المواهب وتنمية البيئة التكنولوجية المحلية، كما سيشجع شركات التقنية العالمية على استثمار مواردها في المملكة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

تراكم المعرفة في قطاع الطاقة

وأشار الوزير إلى أن السعودية استفادت بشكل كبير من تراكم المعرفة في قطاع الطاقة، حيث أسهم ذلك في جذب العديد من شركات الذكاء الاصطناعي للعمل مع شركات مثل “أرامكو” وقطاع الطاقة بشكل عام، موضحاً أن هذه الشركات تجد في البيانات المنظمة في المملكة فرصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة العمل وتقديم حلول مبتكرة في هذا المجال.

 

الاستثمارات في مؤتمر “ليب 2025”

كما أشار الوزير الإبراهيم إلى أن المملكة استضافت الأسبوع الماضي النسخة الرابعة من مؤتمر “ليب 2025″، الذي شهد الإعلان عن استثمارات تجاوزت 14.9 مليار دولار، هذه الاستثمارات تعكس مكانة المملكة كمحور رئيسي في مجال الابتكار والتقنيات الحديثة، وتبرز دورها المتنامي في الاقتصاد الرقمي.

 

ريادة الأعمال المدفوعة بالابتكار

فيما يتعلق بريادة الأعمال المدفوعة بالابتكار، كشف الوزير عن عدد من السياسات التي تعمل المملكة على تنفيذها لتسريع تحول الاقتصاد، وزيادة الأنشطة الريادية المبتكرة التي تتماشى مع أهداف رؤية 2030، موضحاً أن هذه السياسات تهدف إلى استقطاب المبتكرين، وخلق المزيد من فرص العمل، فضلاً عن تحفيز التغيير في الصناعات القائمة ودعم قطاع الخاص من خلال تطوير البحث والتطبيق والابتكار.

 

النمو الرقمي في السعودية

فيما يتعلق بالاقتصاد الرقمي، أشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عبدالله السواحة، إلى أن الاقتصاد الرقمي في المنطقة نما بنسبة 73% ليصل إلى 260 مليار دولار، مع مساهمة السعودية بنحو 50% من هذا النمو، ما يعكس قوة المملكة في مجال التقنية الرقمية، ومساهمتها البارزة في نمو الاقتصاد الرقمي العالمي.

هذه التحركات الطموحة تؤكد التزام المملكة بالابتكار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي ويوجهها نحو تحقيق رؤية 2030.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *