تحتفل سلطنة عمان بحلول شهر رمضان المبارك بأجواء فريدة تجسد التراث العماني العريق، مع مزيج من العادات التقليدية والأنشطة الاجتماعية التي تعكس روح الشهر الفضيل.
ويشتهر شهر رمضان في عمان بتنوع مظاهره الاحتفالية التي تبرز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يتجمع العمانيون حول الموائد الرمضانية، وتضفي الأنوار والزينة المبهجة لمسات من الفرح على الشوارع.
الروحانية والتقوى
تستهل مظاهر رمضان في سلطنة عمان بتجهيزات روحانية مكثفة، حيث يحرص العمانيون على زيادة العبادة في هذا الشهر الكريم.
وتُقام الصلوات التراويح في المساجد بانتظام، ويشارك فيها أبناء المجتمع كبارًا وصغارًا المساجد، التي تشهد ازدحامًا ملحوظًا، تُزين بالأضواء الخافتة والمصابيح التي تعكس أجواءً من السكينة والطمأنينة.
وتزداد روحانية الشهر مع ارتفاع صوت الآذان في الأوقات المحددة، ويعكس ذلك تماسك المجتمع العماني وتوجهه نحو العبادة والتضرع إلى الله.
التقاليد والعادات العمانية الأصيلة
تشمل المظاهر التقليدية في عمان إعداد أطباق رمضانية مميزة يعكف عليها العمانيون في أيام وليالي الشهر المبارك. من أبرز هذه الأطباق “الهنيني” و”الشوربة العمانية” التي لا تخلو منها موائد الإفطار، بجانب الحلويات الرمضانية الشهيرة مثل “اللقيمات” و”القطايف”.
ولا تقتصر هذه الأطباق على أوقات الإفطار، بل تُقدّم أيضًا في السهرات الرمضانية التي يعكف فيها العمانيون على تبادل الأحاديث وتبادل الوجبات.
وفي المساء، تُضاء الشوارع والمنازل بمصابيح رمضان التقليدية، ويزين الأطفال بملابسهم التقليدية ويمارسون عادة “الفوانيس” التي تمنح ليالي عمان الرمضانية سحرًا خاصًا.
العائلات العمانية تلتقي على الموائد خلال الإفطار، مما يعزز روح التعاون والترابط المجتمعي، حيث يقدّر العمانيون أهمية هذا الوقت الذي يتم فيه تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
الأنشطة المجتمعية والفعاليات الثقافية
لم تقتصر الاحتفالات في عمان على العبادة فقط، بل تشمل أيضًا أنشطة اجتماعية وثقافية مميزة، حيث يتم تنظيم فعاليات محلية في العديد من المدن العمانية، مثل سوق رمضان الذي يقدم منتجات رمضانية ومأكولات تقليدية ومشغولات يدوية.
ويحرص العمانيون على دعم الأسر المنتجة من خلال شراء المنتجات التقليدية مثل السجاد العماني والحرف اليدوية.
وفي بعض المناطق، يتم تنظيم فعاليات اجتماعية تهدف إلى جمع التبرعات للأسر المحتاجة، وتوزيع الصدقات والطرود الغذائية للمحتاجين.
كما يتم تخصيص برامج تعليمية وثقافية في المدارس والمساجد لتعزيز مفهوم الصيام والتضامن المجتمعي بين أفراد المجتمع.
العمل التطوعي والمبادرات الخيرية
من أهم المظاهر الرمضانية في عمان، تعزيز الأعمال التطوعية والمبادرات الخيرية. العديد من الجمعيات الخيرية تُنظم حملات لتوزيع المساعدات الغذائية على الأسر ذات الدخل المحدود، وهو ما يعكس روح العطاء والكرم التي تميز العمانيين في هذا الشهر الكريم.
إضافة إلى ذلك، يتم تنظيم إفطارات جماعية في مختلف الأماكن العامة والمساجد، حيث يشارك فيها السكان المحليون والزوار على حد سواء.
إن رمضان في سلطنة عمان ليس مجرد شهر للعبادة والصيام، بل هو شهر للمشاركة المجتمعية، والتضامن، والاحتفالات التي تحتفل بالعادات العمانية الأصيلة، من خلال تلك المظاهر المميزة، يجسد العمانيون خلال هذا الشهر روح الوحدة والتكافل، ويشعر الجميع بالانتماء إلى مجتمع واحد يتعاون من أجل خير الجميع.
اترك تعليقاً