رمضان في القاهرة الخديوية.. سهر وسحور بين الزينة والتراث

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

تشهد شوارع القاهرة الخديوية خلال ليالي شهر رمضان المبارك أجواءً استثنائية تجمع بين التراث والبهجة، حيث تتحول المنطقة إلى مقصد رئيسي للباحثين عن التنزه وقضاء أوقات ممتعة بين المقاهي والمطاعم والمباني التراثية ذات الطابع الأوروبي.

قرر صديقان كسر الروتين اليومي، واختارا قضاء أمسية رمضانية وسط القاهرة، حيث تناولا الإفطار في أحد المطاعم الشهيرة، ثم استمتعا بجولة بين شوارع المنطقة التي تنبض بالحياة، مثل الألفي وسراي الأزبكية، والتي أصبحت وجهة مفضلة لكثير من سكان القاهرة خلال ليالي رمضان.

يقول أحدهما: “اعتدت قضاء ليلة أو أكثر من ليالي رمضان وسط القاهرة الخديوية، حيث الزينة المضيئة والأجواء التراثية التي تجعل من التنزه فيها تجربة خاصة، خصوصًا في المناطق المخصصة للمشاة مثل شارع الألفي”.

في شارع سراي الأزبكية، يصدح صوت أم كلثوم من مقهى يحمل اسمها، حيث يجذب محبي السهر والاستمتاع بالموسيقى الكلاسيكية، وتضفي الزينة الرمضانية أجواءً ساحرة، بينما تنعش العصائر والمشروبات التقليدية رواد المقاهي، ويزداد الإقبال على المنطقة مع اقتراب منتصف الليل، حيث يفضل كثيرون تناول وجبة السحور هناك، في ظل المساحات الواسعة التي تحيطها المباني التراثية.

شهدت القاهرة الخديوية عمليات تطوير واسعة خلال السنوات الأخيرة، شملت تحسين الواجهات التاريخية، وإنشاء مسارات مخصصة للمشاة والدراجات، إلى جانب إضاءة حديثة تحافظ على الطابع التراثي للمنطقة.

وتأتي هذه الجهود ضمن مشروع أوسع للحفاظ على القيمة التاريخية للقاهرة بعد انتقال العديد من المصالح الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

وبحسب شركة “المقاولون العرب” المسؤولة عن التطوير، فإن الأعمال تضمنت إزالة التشوهات البصرية، وتوحيد ألوان الواجهات، وإضافة لافتات إرشادية، مع تجهيز مسارات خاصة بذوي الهمم، مما جعل المنطقة أكثر جاذبية للسياح والزوار.

تمتد القاهرة الخديوية من كوبري قصر النيل غربًا حتى منطقة العتبة شرقًا، ومن شارع رمسيس شمالًا إلى باب اللوق جنوبًا، وتعود جذورها إلى عهد الخديو إسماعيل، الذي استوحى تصميمها من باريس في القرن التاسع عشر.

واليوم، أصبحت هذه المنطقة تمثل مزيجًا فريدًا بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، ما يجعلها وجهة رئيسية خلال شهر رمضان لكل من يبحث عن أجواء احتفالية بنكهة تاريخية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *