رمضان في إيطاليا.. أجواء عربية تزهر على البوابة الأوروبية

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

 

يتميز شهر رمضان في إيطاليا بعادات وتقاليد تختلف من مجتمع لآخر، مع الاحتفاظ بعامل مشترك بين المسلمين، وهي الناحية الروحية والإيمانية الرمضانية، خاصة بين أبناء الجالية العربية.

المظاهر الدينية الرمضانية في إيطاليا: 

يحرص أبناء الجالية على أداء صلواتهم في المساجد، وتنتشر المساجد بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد، كما تتنوع أماكن الصلاة في إيطاليا، ويتميز تحديداً المسجد الكبير في روما، ليس لأداء الصلاة فيه فقط، بل أيضاً لاكتشاف الوجه الآخر للمسجد.

حيث يعد تحفة فنية، تم تصميمها بالاشتراك ما بين معماريين عراقيين وإيطاليين، ما جعله يبدو تحفة فنية، تتطبع بثقافة بلاد الرافدين في الشرق والفن الباروكي الإيطالي القديم، كما يقدم المسجد سلسلة من الاحتفالات الخاصة بالشهر الفضيل خاصة للصغار.

كما يسعى ابناء الجالية إلى تنويع النشاطات الترفيهية، وإقامة مسابقات في الرسم والفن، إضافة إلى توزيع الكثير من الجوائز، واللافت في هذا المسجد أنه بات مقصداً للعديد من الزوار، وأيضا السكان المحليين خاصة في الشهر الكريم.

 

الأسواق الرمضانية في إيطاليا: 

تمتد عربات وأكشاك صغيرة لبيع المأكولات التقليدية خاصة المأكولات المصرية، في أحياء ميلانو، كـ”ساماراتي” و”كانوتيلا”، على طول الشوارع، حيث أتاحت السلطات الإيطالية بيع المأكولات عبر عربات الشارع، وهو ما قد أتاح للكثير من أفراد الجاليات العربية بتأسيس مطاعم بسيطة للمأكولات الشعبية تنتمي إلى بلده التى انحدر منها.

كما تنتشر في شارع العرب بمنطقة “دومو” أو وسط البلد، مئات المطاعم العربية التي تفتح أبوابها عند الساعة السابعة وحتى منتصف الليل، حيث تشتهر المطابخ العربية هناك، فيمكن للصائم تذوق الأطعمة الإيطالية عند موعد الإفطار.

التضامن والتكافل المجتمعي: 

تحتضن كثير من الأحياء الإيطالية، مئات العائلات العربية والإسلامية، سواء في منطقة روما أو ميلانو، والتي تحتفي بشهر رمضان الفضيل، وتقتصر الاحتفالات فقط على تنوع المأكولات الرمضانية، ولا تتعدى تزيين الأحياء الشعبية، باستثناء بعض المناطق، وأبرزها “تورين”، إلا أن تلك المحاولات لإحياء هذا الشهر الفضيل تدخل السرور إلى أفئدة الزوار والسائحين.

وعلى سبيل الاحتفاء بالشهر الفضيل على الطابع العربي، يمر الطبال في الشوارع عند المغرب دون استخدام أداته، ويجول فقط بثيابه التقليدية، ويوزع الحلوى على الأطفال، إضافة إلى ذلك نقل العرب بعض عاداتهم التي تميزوا بها في بلادهم، فمثلاً تقوم السيدات بإرسال أطباق الفطور والحلويات إلى الأصدقاء والجيران من مختلف الثقافات، لإطلاعهم على تقاليد بلاد المنشأ.

الموائد الرمضانية والتجمعات العربية الواسعة: 

تشهد موائد الإفطار إنتشاراً واسعاً في المدن الإيطالية، وتتزين بالزينة الرمضانية، كما يتشارك أبناء الجالية العربية إفطاراتهم، وذلك من أجل المحافظة على تراثهم، وتشهد إيطاليا أكبر عدد من التجمعات الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا، والبالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة من جنسيات مختلفة حول العالم.

ويشرف على إقامة الموائد الرمضانية في إيطاليا جمعيات المجتمع المدني التي يرأسها شخصيات عربية، والتي بدورها العمل على تنظيم تلك الموائد لأبناء الجاليات العربية في جميع أنحاء إيطاليا، ويتواجد بتلك التجمعات أغلب الجاليات العربية سواء التونسية أو المغربية أو المصرية أو الفلسطينية أو السورية، حيث تشهد كل مدينة تجمع واحد على الأقل أو أكثر من تجمع، في الأسبوع الواحد، كما تقوم العديد من المؤسسات الخيرية بمشاركة المراكز الثقافية الإسلامية بتوزيع وجبات مجانية على الصائمين خلال الأيام الأولى من الشهر.

يذكر أن كل جالية من الجاليات العربية، تحاول أن تنقل ثقافتها، فعلى سبيل المثال يتواجد على مائدة الإفطار أشهر المأكولات العربية، مثل الكنافة المصرية والكسكسي المغربي إشارة إلى دولة المغرب، والمحاشي والمأكولات المختلفة التي تعبر عن بلدان مختلفة.

 

 

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *