أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم الجمعة، عن اكتشاف مقبرة ملكية تعود إلى عصر الانتقال الثاني في جبّانة جبل أنوبيس بمنطقة أبيدوس بمحافظة سوهاج، وذلك من خلال بعثة مصرية أمريكية مشتركة، فيما تمكنت بعثة مصرية أخرى من العثور على ورشة لصناعة الفخار من العصر الروماني في قرية بناويط.
وأوضحت الوزارة، نقلاً عن جوزيف وجنر، رئيس البعثة المصرية الأمريكية، أن المقبرة تقع على عمق 7 أمتار تحت سطح الأرض، وتضم غرفة دفن مشيدة من الحجر الجيري، تعلوها أقبية من الطوب اللبن بارتفاع أصلي يصل إلى نحو 5 أمتار.
وأضاف أن النقوش التي عُثر عليها عند المدخل تُظهر المعبودتين إيزيس ونفتيس، إلى جانب أشرطة كتابية كانت تحمل اسم الملك بالهيروغليفية، مشيراً إلى أن أسلوب الزخرفة يتشابه مع ما تم اكتشافه سابقاً في مقبرة الملك سنب كاي.
من جانبه، أوضح محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات الأولية تشير إلى أن المقبرة تعود إلى أحد الملوك الذين سبقوا الملك سنب كاي، لكنها أكبر حجماً من المقابر الأخرى المنسوبة إلى أسرة أبيدوس، ولم يتم التعرف بعد على هوية صاحبها.
وتُعد جبّانة جبل أنوبيس من أبرز المواقع الأثرية الملكية في أبيدوس، حيث اختارها الملك سنوسرت الثالث موقعاً لمقبرته الضخمة، كما استخدمها ملوك الأسرة الثالثة عشرة وأسرة أبيدوس لبناء مقابرهم الملكية، ومن أشهرها مقبرة الملك سنب كاي، التي تُعد أقدم مقبرة ملكية مزينة في مصر القديمة.
وفي سياق متصل، تمكنت بعثة أثرية مصرية من اكتشاف ورشة لصناعة الفخار في قرية بناويط، والتي تشير الدلائل إلى استخدامها خلال العصر البيزنطي، قبل أن يعاد استخدامها كجبانة بين القرنين السابع والرابع عشر الميلاديين.
وأسفرت الاكتشافات عن العثور على مجموعة من الدفنات والمقابر المشيدة بالطوب اللبن، تضم هياكل عظمية ومومياوات، يُعتقد أنها تعود إلى عائلات من الرجال والنساء، مع غلبة دفنات الأطفال.
ومن أبرز الاكتشافات، مومياء لطفل في وضع النوم، يرتدي غطاء رأس من النسيج الملون، إلى جانب جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر، إضافة إلى العثور على جذور لنبات القمح، وبقايا بذور لنباتات قديمة مثل نخيل الدوم والشعير.
وأكد محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذين الكشفين، مشيراً إلى أن اكتشاف المقبرة الملكية بأبيدوس يساهم في تقديم أدلة علمية جديدة حول تطور المقابر الملكية في جبل أنوبيس، مما يساعد في فهم أعمق للتاريخ السياسي المعقَّد لعصر الانتقال الثاني في مصر.
اترك تعليقاً