يمتاز شهر رمضان الفضيل في دولة النرويج بطقوس خاصة، حيث تعد الديانة الإسلامية كديانة ثانية رسمية في البلاد، وتعتبر الجاليات المسلمة بمختلف أعراقها ولغاتها هي الأكبر داخل النرويج، وهو أمر قد يثير الدهشة، لأن دولة النرويج لم يصل إليها الإسلام إلا في عهد حديث، عندما هاجر إليها عدد من العمال من بعض الدول الإسلامية.
رؤية هلال الشهر الكريم:
توجد لجنة تابعة للمجلس الإسلامي النرويجي تسمى بلجنة الهلال يتم من خلالها تحديد بداية أول أيام شهر رمضان المبارك ونهايته ،وتضم اللجنة ممثلين عن بعض المساجد الكبيرة في النرويج حيث، يجتمعون قبل بداية رمضان، وتعتمد في إقرارها لبداية غرة الشهر الفضيل، كما أشار البعض أنها تعتمد في الحقيقة على الأخبار الواردة من خارج البلاد التي تعتمد على المراصد الفلكية العلمية.
المظاهر الدينية الرمضانية:
يتم الاستعداد بشكل مكثف من قبل أبناء الجالية، لاستقبال الشهر الكريم، فيتم استضافة بعض العلماء والشيوخ من خارج البلاد، كما يتم استضافة قراء القرآن الكريم عن طريق دعوات خاصة أو عن طريق مؤسسة الأزهر الشريف وهؤلاء المشايخ يقومون بالتثقيف والتوعية وإعطاء الدروس بالتنسيق مع شيوخ النرويج، إضافة إلى تجهيز المساجد، لتناسب العدد الكبير من المصلين في رمضان، خاصة خلال صلاة التراويح التي يتخللها درس خاص يومي، يتضمن المواعظ وقصصا من السيرة النبوية، بينما يتم عقد دروس أخرى بعد صلاة الظهر والعصر وإقامة حلقات الذكر والقرآن.
الأسواق الرمضانية بالنرويج:
يقبل أبناء الجالية العربية ومسلمو النرويج على شراء احتياجاتهم الخاصة بشهر رمضان، وذلك قبل دخول الشهر ، حيث تزداد مبيعات المتاجر في هذا الشهر الفضيل.
كما يحرص جميع أصحاب المتاجر على أن يوفروا للزبائن العرب والمسلمين المقيمين كل ما يحتاجونه، حيث أنه مع دخول موعد الإفطار يكون هناك ضغط كبير من الزبائن، على المنتجات، ومن أكثر المواد طلبا التمر والتين وحلويات الرمضانية الشرقية والغربية.
العمل في نهار رمضان بالنرويج:
في دولة النرويج لا يختلف العمل في شهر رمضان عن بقيه الشهور ، فمسلمو النرويج يتمكنون من التوفيق بين العمل والتعليم ومواعيد الإمساك والإفطار بشيء من الاجتهاد، حيث يذهب الإنسان إلى عمله كالمعتاد ثم يتوجه إلى البيت مباشرة، ويمكن أن يعمل الإنسان أقل بعض الشيء من الأيام الأخرى، ويقوم بتعويضها خارج رمضان، بحيث يقضي بقية الوقت مع الأهل، أو مع المسلمين في المسجد وغيره ويقوم بنشاطات ثانية.
ويرى معظم مسلمي النرويج أنه في رمضان لا يحتاج الإنسان لوضع خاص في العمل أو المدرسة، فهم يعملون كالمعتاد بشكل عادي لكن على الإنسان فقط تنظيم نفسه قليلا.
الإفطار الجماعية في النرويج:
تحرص الجالية العربية والرابطة الإسلامية في أوسلو دائما على تنظيم موائد إفطار جماعية، وتدعو إليها أبناء الجاليات العربية والإسلامية، كما أن المساجد ينظم إفطارا جماعية بسيطةبشكل يومي يتمثل فقط في التمر والحليب، ومن ثم يفطر كل شخص على طريقته الخاصة، وهناك أيضا إفطارا جماعيا كاملا مرة أو مرتين في شهر رمضان، يدعى إليه جميع المسلمون رجالا ونساء صغارا وكبارا، ويكون فرصة للتعارف الاجتماعي بين أبناء الجالية.
اترك تعليقاً