تشهد دولة كوريا الجنوبية المعروفة باقتصادها القوي وثقافتها المنفردة، تزايداً ملحوظا في أعداد المسلمين القاطنين بها ، وذلك وفق إحصائيّات حديثة، حيث بلغ عدد المسلمين في كوريا الجنوبية حوالي 200 ألف شخص، أكثرهم من العمالة والطلاب، إضافة إلى أعداد متزايدة من الكوريين الذين يعتنقون الإسلام.
وتتركز الجالية المسلمة في دولة كوريا الجنوبية بشكل رئيسي في “سيول” العاصمة، خاصة بمنطقة “إي تيه وان”، والتي تعد مركزاً إسلامياً نشطا.
أماكن العبادة بكوريا الجنوبية:
توجد في كوريا مساجد عديدة، حيث يوجد في منطقة “إي تيه وان” المسجد المركزي والكثير من المطاعم التي تعتمد على الطعام الحلال، التي تلبي احتياجات المسلمين، كما تنتشر المساجد في المدن الأخرى، مثل “بوسان” و”ديه جون” مما يسمح لأبناء الجالية العربية بأداء شعائرهم الدينية.
ويعد مسجد سيئول المركزي الذي تم بناؤه في عام 1976، أقدم وأكبر مسجد في كوريا الجنوبية، إضافة إلى ذلك يوجد العديد من المراكز الإسلامية التي بدورها تقديم خدمات تعليمية واجتماعية للمسلمين بكوريا، مثل تعليم القرآن الكريم وتنظيم الفعاليات الدينية الرمضانية.
المظاهر الدينية الرمضانية:
يبادر أبناء الجالية واتحاد المسلمين بكوريا الجنوبية بتوزيع مواقيت الإمساك والإفطار، كما يُعلن عن فتح المساجد لأداء صلاة التراويح، أو الأداء الجماعي للأدعية والأذكار وإقامة الأمسيات الإسلامية الرمضانية، للتعريف بتعاليم ومبادئ الإسلام ونشرها بصورة واضحة، وصحيحة والإجابة عن جميع الاستفسارات.
الإفطارات الجماعية بكوريا الجنوبية:
تقوم الجمعيات الإسلامية عادة والمراكز الثقافية بتنظيم موائد إفطارات جماعية داخل المساجد والمطاعم الحلال الموجودة هناك، وتعد هذه الفعاليات فرصة كبيرة للجالية العربية الإسلامية للالتقاء والتعارف، إضافة إلى تعريف الكوريين غير المسلمين بتقاليد رمضان.
ويقوم اتحاد المسلمين الكوريين بالتنسيق مع سفراء الدول العربية والإسلامية موائد إفطار جماعية للصائمين بصورة يومية، حيث يحضرها كل من يصلي المغرب في المسجد المركزي في سيول.
كما تتفنن المحلات العربية والفارسية والتركية وغيرها في بيع ما تعود عليه المسلمون في بلادهم من مواد غذائية وحلويات شرقية، وكل ما له صلة بالعادات والتقاليد في شهر رمضان، ليلبي احتياجات المسلمين العرب وغيرهم خلال شهر رمضان الكريم.
عيد الفطر بكوريا الجنوبية:
بعد إنتهاء شهر الصوم وحلول عيد الفطر، يتوافد الكثير من المسلمين في كوريا الجنوبية من أبناء الجالية من مختلف الدول مثل مصر، وسوريا، ولبنان، والمغرب على المساجد، حيث يكتمل المسجد عن آخره بالرجال، لصلاة العيد كما يمتلئ الجزء الخاص بالسيدات في مظهر مبهج يدل على تمسك المسلمين العرب وغيرهم، بدينهم وأداء شعائرهم الدينية حيثما ذهبوا، وتقتصر الاحتفالات على تلك الفعاليات باستثناء من يقتطعون جزءاً من أيامهم
اترك تعليقاً