يتميز شهر رمضان المبارك في موريتانيا بأجواء روحانية واجتماعية خاصة، حيث تجتمع العائلات وتُحيى العادات والتقاليد المميزة التي تعكس تراث البلاد.

– الاستعداد لشهر رمضان

مع اقتراب شهر رمضان، تبدأ الأسر الموريتانية في شراء المواد الغذائية الأساسية مثل التمر، الأرز، الدقيق، اللحوم، والبهارات، كما يزداد الإقبال على الأسواق لاقتناء المستلزمات الرمضانية، حيث تعد هذه الفترة فرصة لتجديد أدوات المطبخ واستقبال الشهر الكريم بأفضل الاستعدادات.

– العادات والتقاليد الرمضانية

• الإفطار الجماعي: يعد الإفطار مناسبة اجتماعية مهمة، حيث تجتمع العائلات والجيران لتناول وجبة الإفطار معًا، كما يتم توزيع الطعام على المحتاجين في المساجد والمناطق الفقيرة.
• مشروب “الزريك”: وهو شراب تقليدي موريتاني يتكون من الماء، الحليب، والسكر، ويعتبر المشروب الأساسي على مائدة الإفطار.

• تناول التمر والحساء: يبدأ الإفطار عادةً بالتمر والحساء المكون من الأرز أو القمح واللحم، ثم يليها أطباق رئيسية مثل الأرز بالسمك أو اللحوم المشوية.

– صلاة التراويح والتجمعات الدينية

يحرص الموريتانيون على أداء صلاة التراويح في المساجد التي تزدحم بالمصلين، كما يتم تنظيم حلقات القرآن الكريم والدروس الدينية في البيوت والمساجد، حيث يتفرغ الكثير من الشباب والكبار لتلاوة القرآن طوال الشهر.

– السهرات الرمضانية والتقاليد الثقافية

بعد صلاة التراويح، يجتمع الرجال في المجالس المعروفة بـ “المحاظر” لتبادل الأحاديث الدينية والاستماع إلى الشعر والمدائح النبوية، بينما تتجمع النساء لتحضير الحلويات الرمضانية وتبادل الزيارات العائلية.

– العشر الأواخر وليلة القدر

في العشر الأواخر، يزداد الإقبال على الاعتكاف في المساجد، وتكثر الصدقات والأعمال الخيرية، كما يتم إحياء ليلة القدر بالدعاء وقيام الليل، حيث تتوافد أعداد كبيرة إلى المساجد حتى ساعات الفجر.

– العيد والتحضيرات الختامية

مع اقتراب عيد الفطر، تبدأ التحضيرات بشراء الملابس الجديدة وصنع الحلويات الخاصة بهذه المناسبة مثل المقروط والبقلاوة، كما يتم ذبح الأضاحي في بعض العائلات احتفالًا بقدوم العيد.

شهر رمضان في موريتانيا ليس مجرد عبادة وصيام، بل هو موسم تتجدد فيه الروابط الاجتماعية وتُحيا فيه التقاليد العريقة التي تجعل من رمضان مناسبة فريدة تحمل في طياتها الكثير من القيم الروحية والثقافية.