تشهد الصين ارتفاعا كبيراً في أعداد المسلمين، حيث يبلغ عددهم نحو 120 مليون مسلم، من بينهم عدد كبير للمسلمين الأجانب ولاسيما الوافدين من بلدان عربية ومن بينهم دبلوماسيون وموظفون وطلبة قضى بعضهم رمضان لعدة سنوات داخل الصين، يتبادلون مشاعر ولحظات الصداقة والود والألفة التي مع الصينيين خلال هذا الشهر الفضيل.
المظاهر الدينية بالصين:
تتسم الصين منذ قديم الأزل بتعددية العقائد الدينية، كما أن لمواطنيها الحرية في اختيار العقيدة الدينية، التي يرغبون في اعتناقها، إضافة إلى أن مختلف الأديان متساوية في المكانة وتتعايش بانسجام تام داخل الدولة.
حيث تبقى المساجد مفتوحة لأبناء الجالية وتقام التجمعات الخاصة بالاحتفالات الرمضانية ، كما تقام مجالس الذكر والدروس الدينية، وحلقات القرآن، ويستطيع الطلبة العرب المبتعثين قضاء شهر رمضان ويمارسون طقوسهم بكل حرية كما كانوا يفعلون في بلادهم.
الافطارات الجماعية بالصين:
يحرص بعض أبناء الجالية العربية ببكين خلال شهر رمضان على التجمع وتناول الإفطار سوياً، ويعد الشهر الكريم فرصة لتجمع أبناء الجالية المتواجدين في الصين لاستعادة الذكريات والأغاني الرمضانية وتناول الإفطار معا، ويمتد السهر حتى وقت السحور قبل الفجر.
كما يقوم البعض بدعوة الأسر الصينية المجاورة لطعام الإفطار خلال شهر رمضان، مما يدخل السرور عليهم برؤية طقوس الإفطار، كما يحرص البعض على تناول الإفطار تارة مع أصدقائه الصينيين في المساجد وتارة أخرى مع أصدقائه من الجاليات العربية الذين يتبادل معهم عزائم الإفطار.
ويعد مجمع الـ”نيوجيه” هو أكبر وأشهر المجمعات السكنية التي يقطنها المسلمون الصينيون في وسط بكين، كما يشتهر في شارعه الرئيسي بوجود مسجد الـ”نيوجيه” الذي يعد أحد أقدم المساجد بالصين ويرجع تاريخه إلى عام 979 ميلاديا.
وفي وقت الإفطار تُنار الأضواء في الشارع الرئيسي بهذا الحي العريق ويكون الإقبال على المطاعم المتواجدة على جانبيه شديدا، وحينما يحين وقت الإفطار، يتناول الجميع الطعام ثم يتوجهون للمسجد الكائن في نفس الشارع لأداء الصلاة في أجواء روحانية جميلة.
الأسواق الرمضانية بالصين:
يمكن لأبناء الجالية في الصين الحصول على منتجات إسلامية من مراكز التسوق السوبر ماركت الكبرى، كما تكون المستلزمات الرمضانية متوفرة بشكل كبير في حي الـ”نيوجيه” وحي الـ”سانليتون” المكتظ بالأجانب، وخاصة التمر والعصائر التي تتوافر بأنواع مختلفة في أرجاء بكين لأن الصينيين يحبون شرب السوائل وهذه من العادات الصحية لهم.
كما توجد بالصين تسهيلات كبيرة في استيراد المنتجات العربية، وتوجد أيضاً الكثير من المحلات التجارية، التي يمكن أن يتبضع منها الفرد، إضافة إلى ذلك، توجد طرقاً جديدة وسهلة لشراء المنتجات الرمضانية، ألا وهو شراؤها عبر مواقع التسوق الإلكتروني ومنها موقع “تاوباو” التابع لمجموعة “علي بابا” التي تعتبر أكبر شركة عالمية في مجال التجارة والخدمة الإلكترونية وتبلغ قيمتها السوقية نحو 320 مليار دولار أمريكي.
حلول عيد الفطر المبارك :
يتوافد أبناء الجالية والمسلمون على المساجد، منذ الصباح، مرتدين ملابس العيد الجديدة، ويتبادلون التهانى مع بعضهم البعض في جو بهجة كبيرة، ثم يتوجهون إلى الأسواق لشراء ما ينقصهم من احتياجات العيد، بينما تحرص الحكومات المحلية في الأحياء التي يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين، إعطاء قاطنيها من المسلمين يوم إجازة، ويقومون أيضاً بفرض خصومات على أسعار اللحوم الحلال وزيادة المعروض منها فى الأسواق قبل العيد بأيام، تضامناً مع المسلمين القاطنين بتلك الأحياء.
اترك تعليقاً