تواصل فعاليات مهرجان أفلام السعودية في نسخته العاشرة لليوم الثالث على التوالي، وسط أجواء سينمائية وثقافية مميزة، التي تنظمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” وبدعم من هيئة الأفلام، تحت شعار الدورة الحالية “قصص تُرى وتُروى”، في مشهد يجمع بين التأملات البصرية والغنى الثقافي.
عروض سينمائية متنوعة
انطلقت العروض منذ الرابعة عصرًا، وتوزعت على ثلاث قاعات رئيسية داخل إثراء: قاعة السينما، المسرح، ومسرح الاستوديو بمعرض الطاقة.
وشملت العروض باقة من الأفلام ضمن محور “سينما الهوية” مثل فيلم “حبيبتي” للمخرج أنطوان ستليه، و”شيخة” لأيوب اليوسفي وزهوة راجي، إلى جانب مجموعة من الأفلام القصيرة مثل “صوت مسموع” لليث الوطبان و”الروشان” لمحمد العمودي.
وضمن المسابقات الرسمية، عُرض الفيلم الروائي الطويل “إسعاف” للمخرج البريطاني كولن تيج، إضافة إلى أفلام وثائقية وروائية قصيرة مثل “خدمة للمجتمع” لجعفر آل غالب، و”سارح” لعبدالله اسكوبي، و”قرن المنازل” لمشعل الثبيتي، و”جوز” لمحمود الشيخ، إلى جانب عرضي “فخر السويدي” و”ثقوب”.
برامج ثقافية وندوات نوعية
احتضنت القاعة الكبرى في إثراء ندوتين ثقافيتين مميزتين؛ الأولى تناولت موضوع “مهارات الإنتاج المشترك وهيكلة إنتاج الأفلام ماليًا وفنيًا”، والثانية سلطت الضوء على السينما اليابانية، بمشاركة عدد من المخرجين والخبراء اليابانيين والسعوديين، من أبرزهم المخرج كين أوشياي، وفنان الرسوم المتحركة كوجي يامامورا، والمنتج السعودي ماجد السمان.
كما قدم المخرج الياباني ماساكازو كانيكو ماستر كلاس تفاعليًا بعنوان “السرد المتدفق: الأسطورة، الذاكرة، والطبيعة في السينما”، استعرض فيه تجربته الفنية ونهجه في صناعة الأفلام ذات الطابع الرمزي والتأملي.
إصدارات سينمائية وجلسات توقيع
وضمن الفعاليات الثقافية، شهد مساء اليوم الثالث جلسة توقيع لكتابين جديدين صدرا ضمن الموسوعة السعودية للسينما التي أطلقتها جمعية السينما، وهما:
“عيون محدثة باتساع” للكاتب طارق خواجي
“الطريق إلى الضوء.. مبادئ التصوير السينمائي” للمخرج بلال البدر
وأدار الجلسة الإعلامي عبدالوهاب العريض، وسط حضور من النخبة السينمائية والمهتمين.
تطوير الصناعة ودعم المواهب
على صعيد تطوير الصناعة، استضاف معمل تطوير السيناريو جلسة نقاشية مع المخرج والمنتج حكيم بالعباس، ناقش خلالها النصوص المشاركة في مسابقة السيناريو غير المنفذ، وطرح مقترحات لتطويرها بصريًا ودراميًا.
كما فُعل برنامج “الغرف الخاصة”، الذي أتاح لصناع الأفلام عرض مشاريعهم على مختصين في الصناعة، لبحث فرص التمويل والدعم والإنتاج، إلى جانب استمرار برنامج “لقاء مع الخبراء” الذي يقدم استشارات مهنية فردية في مجالات الكتابة والإخراج والإنتاج.
تفاعل جماهيري وسجادة حمراء
وشهدت السجادة الحمراء استمرار أجواء الاحتفاء بصنّاع الأفلام والنجوم المشاركين، حيث استقبلتهم في لقاءات مباشرة وجلسات تصوير، ما يعكس الزخم الذي يعيشه المهرجان، والدور الحيوي الذي يؤديه في إبراز المواهب السينمائية ودعم المشهد الثقافي في المملكة.
ويستمر المهرجان في تقديم برامجه المتنوعة طيلة أيامه، ليؤكد مكانته كمحطة رئيسية في خارطة السينما الخليجية والعربية، ومنصة استراتيجية ترفد الحراك الثقافي والفني في المملكة.
اترك تعليقاً