×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور زيد بن محمد الرماني

عجائب اقتصادية : نسأل الله السلامة !!
الدكتور زيد بن محمد الرماني


المجاعة ولحوم البشر!!

تناول المقريزي في كتابه ((إغاثة الأمة بكشف الغمة)) تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها، فذكر منها ستاً وعشرين مجاعة، وقع منها قبل الإسلام ست مجاعات ووقع منها بعد الإسلام عشرون مجاعة.
ويصف إحدى المجاعات التي حدثت في مصر في أيام المستنصر خامس الخلفاء الفاطميين في مصر 427-487 هـ واستمرت نحو سبع سنين كان أشدها وطأة سنتي 459 هـ و 460هـ فيذكر أنه قد استولى الجوع وأكل الناس القطط والكلاب واختطف الإنسان من الطرقات ليؤكل، فوقف الناس في الطرقات يأكلون من ظفروا به ويخطفون الآدميين بالكلاليب وبيع لحم الإنسان عند الجزارين وأكل الناس الجيف وأكل بعضهم بغلة الوزير نفسه، فلما شنق الذين اتهموا بأكلها لم يتورع الناس عن أكل جثثهم تحت ظلام الليل!!.
ووصف الرحالة المؤرخ الطبيب الشهير عبداللطيف البغدادي في كتابه ((الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر))، وهو وصف لرحلته إلى وادي النيل في نهاية القرن السادس الهجري، ما شاهده من مظاهر المجاعة التي ألمت بمصر فيما بين سنتي595هـ و 598 هـ فذكر أن الفقراء لشدة المجاعة عليهم، كانوا ينبشون قبور الموتى ويلتهمون جيفهم وكانوا يقتلون أولادهم ويأكلون لحومهم.
ويذكر البغدادي رحمه الله أن هذه الفظائع كانت لغرابتها في مبدأ الأمر موضع دهشة الناس وحديثهم الذي لاينقطع في غدوهم ورواحهم وساعات عملهم وسمرهم.
ولكن لم يلبث المصريون لامتداد المجاعة لديهم وطول ممارستهم أكل لحوم البشر، أن أصبحت هذه الفظائع أموراً عادية، بل أخذ كثير من الناس يجدون لذة في هذا النوع من اللحوم.
فأصبحت لحوم الأطفال من أزكى أنواع الطعام عند كثير من الطوائف، وأصبحت تؤكل للذة لا لضرورة المجاعة واخترع الناس طرقاً عديدة لطهو هذه اللحوم وسلقها وشيها وتقديدها وتعبئتها وحفظها في التوابل!!.


وانتشر ذلك في جميع أنحاء البلاد، حتى لم تبقى قرية من قرى مصر لم يصبح فيها أكل لحوم البشر أمراً مألوفاً!!.
وحينئذ انقطع حديث الناس عن ذلك، ولم تثر هذه الأعمال لديهم نفوراً ولا شمئزازاً ولم تعد مقصورة على الفقراء والمعوزين من الناس، بل إن كثيراً من أغنياء القوم أنفسهم الذين كان من الميسور لديهم الحصول على أطعمة أخرى، كانوا يؤثرون اللحم الإنساني، ويعتبرونه من المأكولات المفضلة لديهم!!.

عملة من الجماجم!!

وروى بزرك بن شهريار أن بجزيرة النيان في الهند، قوم يأكلون الناس ويجمعون رؤوسهم عندهم ويفتخر الواحد منهم بكثرة ما يجمع من الرؤوس ويدخرونه مكان الذهب، ويبقى في بلادهم دهراً طويلاً كما يبقى الذهب عندنا.
والذهب عندهم لا قيمة له، بل يكون منه ما يكون من الصفر (النحاس الأصفر) عندنا.
وبعد جزيرة النيان جزر يقال لها برادة، أهلها أيضاً يأكلون الناس، ويجمعون رؤوسهم فيتعاملون بها ويقتنونها!!.

مكاسب للحمير!!

تؤكد الدراسات أن الحمير أحسن حظاً وأسعد حالاً من الإنسان في بريطانيا، فهي تفوز بنصيب الأسد من التبرعات التي يمنحها أثرياء انجلترا في وصاياهم للأعمال الخيرية!!. فقد تأسست إحدى جمعيات الرفق بالحمير منذ 30 عاماً في مدينة دنفون، وتلقت هذه الجمعية تبرعات من 582 شخصا خلال عام واحد قدرت بحوالي 2.5 مليون جنيه استرليني.
وبما أن هذه الجمعية ترعى 4 الآف حمار، فإن نصيب الحمار الواحد من هذه التبرعات يصل إلى 550 جنيهاً استرلينياً!!.





أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



للتواصل : zrommany3@gmail.com
بواسطة : الدكتور زيد بن محمد الرماني
 1  0