×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور يحي محمد العطوي

صغار يقادون إلى عالم الجريمة !!!!
الدكتور يحي محمد العطوي

من المؤكد أن انتشار الجريمة في مجتمعنا أخذ أبعادا كثيرة خلال العقدين الماضيين على أقل تقدير فالمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتسارعة جداً كان من أبرز إفرازاتها انتشار الجريمة بمختلف أنماطها وأنواعها، لكن هناك سؤال ملح جداً هل مجتمعنا يعاني من جرائم الصغار وما نسبتها وماهو حجم توزيعها الجغرافي داخل مجتمعنا السعودي ،والحقيقة لا نملك الإجابة على هذا السؤال لأن ما لدينا من إحصاءات هو محدود للغاية وعلى نطاق ضيق و لا يمكن لنا من خلال هذه الأرقام أن نصدر حكماً أو رأيا قاطعاً بأننا فعلاً أمام ظاهرة اجتماعية كما أننا لا يمكن لنا أن نستهين بهذا الأمر أو أن نصفها بالحالات الفردية فقط لأننا وفي كل يوم نسمع نقرأ عن عملية سرقة أو قتل أو طعن وغير ذلك من الجرائم يقوم بها أطفال صغار، ولذلك من المهم أن نسلط الضوء عليها وأن نعترف أن في مجتمعنا أطفالاً أصبحوا مجرمين فعلاً وأخرون هم مشاريع جرمية في المستقبل للأسف الشديد تأخرنا في سن القوانين التي تحمي الأطفال وتحفظ لهم حقوقهم في حياة كريمة،بل وتأخرت خطط التنمية المتلاحقة في مواكبة متطلباتهم وإشباع حاجاتهم الأساسيه فأصبحنا نطالب بحماية المجتمع من تجاوزاتهم ومخاطرهم وجرائمهم والإ ماذا نسمي أن يقتاد أب طفله الذي لم يتجاوز عشر سنوات الي دار الملاحظة بحجة عقوق الوالدين ، وقد يكون بعض الآباء لا يستطيع فعلا السيطرة علي تجاوزات ابنه السلوكية وتمرده علي أنظمة الأسرة فيلجأ إلى مثل هذا الأمر علي الرغم من خطورته علي تشكل وبناء شخصية الطفل مستقبلاً لذلك لابد أن تقوم جهات أخرى في المجتمع بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمثل هذه الحالات من خلال برامج وخطط مختلفة تعيد صياغة شخصيته بدلاً من إقحامه في بؤر الجريمة في وقت ما يكون هذا الطفل هو أوحج إلى رعاية وعطف وحنان والديه وأفراد أسرته ,لذلك نتسأل ألا يوجد عقوبات بديلة لمثل هذه الحالات تتناسب مع سن الطفل ولا تلحق أضراراً به في المستقبل فالدول المتقدمة تهتم بمرحلة الطفولة لما لها من أهمية في بناء شخصية الإنسان في المستقبل فخبرات الطفل في مرحلة الطفولة لها تأثير كبير ومباشر على شخصيته المستقبلية
وعلي نموه السوي من عدمه
إن نظرة فاحصة على نوعية جرائم الصغار تكشف لنا أننا أمام مأزق حقيقي وأننا بحاجة ملحة لتطوير المؤسسات التي ترعى هولاء الصغار ومراجعة دقيقه لكافة البرامج التربوية والاجتماعية التي تقدمها تلك المؤسسات وهناك العديد من العوامل التي تقود هؤلاء الصغار إلى عالم الجريمة فالتربية الوالدية الخاطئة والتي من أبرز مظاهرها:الحمايه المفرطة -التدليل الزائد-التسلط والإهمال-والقسوة - والتذبذب في المعاملة التفرقة والتمييز في المعاملة كما أن بعض الأفراد والأسر تقود أبنائها إلى الجريمة من خلال تغذيتهم ببعض الأفكار والقصص القديمة والتي يعتمد فيها الفرد علي أخذ حقه بيده دون تدريبهم وتعليمهم أسلوب الحوار والنقاش في حل مشاكلهم وهناك عوامل اجتماعية قد تقود إلي الجريمة ومنها : التفكك والخلافات الأسرية أو وفاة أحد الوالدين او انفصالهما عن بعض أو إدمان أحدهما على المخدرات ومن أهم العوامل تدني دخل الأسرة وعدم قدرة الأب علي إشباع رغبات الطفل ومتطلباته الضرورية
ومن العوامل المدرسية التي قد تقود بعض الصغار لارتكاب الجريمة عدم قدرة المدرسة علي حل مشاكل الطلاب التي تحدث داخل أسوار المدرسة بالعدل والمساواة ومحاباة بعض المعلمين لبعض الطلاب ،لذلك كل صغير يقتحم عالم الجريمة تأكدوا أن وراء ذلك أفراداً أذنبوا بحقه ،وتشريعات وقوانين تأخر صدورها ،ومؤسسات قضائيةو اجتماعية تربوية قصرت في أداء وظائفها كما يأمل المجتمع فغابت عن المشهد
بواسطة : الدكتور يحي محمد العطوي
 26  0