×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبد الرحمن بن سعود الحربي

كفانا تشدقا بالمؤسساتية
عبد الرحمن بن سعود الحربي

يتطلب العمل الثقافي كغيره من الأعمال الأخرى جهدا مضنيا ليحقق شيئا من طموحاتنا ، كما أن العمل الناجح بطبيعته لابد أن يكون مبنيا على تكاملية يحققها العمل المشترك ، ولكن يجب الحذر من الضبابية في توزيع الأعمال ، فالسمة الظاهرة في مجتمعنا أنه يقوم على الاتكالية والتي تجد لها مبررا كبيرا عندما يحدث تداخل ولبس في توزيع المهام الصغيرة حين تبدو ليست بذات أهمية قبل أن تتبلور من فكرة إلى عمل ولكنها تأتي بنتائج عكسية لا تظهر إلا عندما يحين وقت إنجاز العمل الذي يتطلبها .
ومن الحكمة أن نحسن الظن بكل من يشاركنا العمل ولو بجزء بسيط منه ، رغم أن كثيرا من الأحيان تبدو الدلائل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على أن الاتكالية ناتجة عن الكسل أو التواني لأهداف شخصية ، وهذا ما يدعو إلى التفكير مليا في ثقتنا بالأشخاص قبل أن نمنحهم الثقة ، ونسلمهم دفة مصالحنا حتى ولو كانت مشتركة بيننا وبينهم ، والمسؤولية في هذا تقع على الجميع واللائمة تقع على من يدرك طريق المصلحة ويجنح عنها من أجل المحسوبيات والمجاملات ولا يأبه لمصالح الآخرين ومشاعرهم .
ولا يجوز لنا أن نفرط في تفاؤلنا في الفرد الواحد ليقوم بعمل الجماعة ؛ فاليد الواحدة ( لا تصفق ) كما يقال .. كما أن هذا الفرد لابد أن يتمتع بشيء من المثالية في تعامله مع المواقف ؛ إذ لابد له من الصبر عندما يجد أن كل جهد قدمه قد نسب إلى غيره ، ولابد له أن ينمي ثقته في نفسه حتى لا يؤثر عليه جور الآخرين ، فكم من ناقد تعود النقد فاعتاده ، فلا يستطيع أن يتخلى عنه ، حتى وإن ذم ما كان يدعو إليه من قبل .
خلاصة القول : علينا أن نكف عن التشدق بالدعوة إلى العمل المؤسساتي حتى نستطيع القيام بعمل الفرد الواحد .
بواسطة : عبد الرحمن بن سعود الحربي
 2  0