×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خالد يحى العنزي

وانطفأ المشعل
خالد يحى العنزي

#مشعل_حنيف_في_ذمة_الله هكذا نعى الناس الشاب الطموح وهكذا وصفوه ...

توفي مشعل بائع الخضار والفاكهة ... وافتقد أهل تيماء تلك الصورة المألوفة ، والكلمات المسجوعة التي عرفوه بها ....

لقد اخترق هذا الشاب جدر العجز ، وتسور محراب العمل سعيا في محاربة الفقر والبحث عن الحياة الكريمة لوالدته وبقية أسرته ، حتى أصبح أنموذج للمكافح الجاد الذي لا يتجاوز أثره على الناس أن أراهم نفسه في ظهيرة الصيف وليالي الشتاء عاملا كادحا ....

لقد قبل التحدي مع صعوبات الحياة القاهرة ، فأذاق والدته وأخواته طعم الفاكهة التي ربما لم يكن لهن أن تكون طعامهن لولا عطاء مهنته .....

خبر وفاته المفاجيء تناقله الناس سريعا حزنوا عليه ونعوه وحضروا للصلاة عليه في مشهد وصف بالمهيب ...

لم يكن مشعل من وجهاء البلد ولا أعيانها ولم يكن من ممارسي شعوذة ما يسمى ( الهياط ) او ( الهياط بلس ) تلك اﻷفعال التي يبحث فيها مريدوها عن يوم كيوم مشعل ...


بل كان عاملا بائعا يسعى في اﻷرض من أجل قوت يومه ... وأثبت أهل هذه البلدة الطيبة أنهم لا يستجيبون لتلك الصور الكاذبة التي تبحث عن الشرف الزائف وإنما هم أهل موقف الحق ... وأن ضعيفهم يجدهم ...

اﻹعجاب بمشعل ظهر يوم فقده ،، ومن سجايا الناس البحث عن بطل .. والبطولة لا تتجلى الا عند لقطة الختام ... وكأنما كان الحزن تصفيقا ... واﻷلم وقفة حداد واحترام

غادر البطل حياته الدنيا وربما لم يرد بخلده حجم ما ترك ....
لقد ترك الفقر وبقيت الحاجة التي رام الخروج منها ولم يستطع وترك آثار ظل المشعل ....

لا شك أن ما أراده منه أهله أكثر مما وجدوه وما ظنه الناس فيه وله كان كبيرا ...

كثيرة تلك اﻷماني والتوقعات التي كانت له لم يكن من بينها ما كان له ...

لم يمهله قدر الله أن يكون كما أراد أو ظن الناس له .....

يصرخ فينا ذلك الصوت ...
الطيبون في اﻷرض كأنما يرحلون سريعا

لقد كان له من اسمه نصيب فقد أضاء الطريق أمام سالكيه بهمته وطموحه وعصاميته ....

يُؤَمل دنيا لتبقي لـه
فمات المؤمِّـلُ قبل الأمـل
ْ

حثيثًا يروِّي أصولَ النخيل
فعاش الفسيلُ ومات الرجل


رحمه الله وغفر له وأنزل على قلبه أمه صبرا ويقينا ...
( وأنطفأ المشعل )


خالد بن يحيى العنزي
رئيس كتابة العدل اﻷولى بتبوك
بواسطة : خالد يحى العنزي
 12  0