×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

ثقافة الناقد

تتوالى الايامُ وتتجدد العصور وتنمحي ملامح الكُتّاب ولا يبقى سوى من يزعمون علم النقدِ وفنونِه ،الكثير منهم افتقد ابجديات النقد المحايد ويلجأ إلى التعسفِ في استعمالِ النقدِ مع انه خطأٌ شائعٌ تعاقِب عليه محكمة الدستورية العليا داخل الدولة، لاسيما اذا وصلَ إلى مرحلةٍ متاخرةٍ من توجيهِ اللومِ او العباراتِ القاسيةِ والدخول في ريبٍ عميقٍ في أمانةِ الكاتبِ التي يتوخى قمعَها ، فالنقدُ والنصُّ وجهان لعملةٍ واحدةٍ ، فهو دائما يكونُ موجةً هادئةً للنصّ ، ليست عارمةً للشخص ، فالبعضُ منهم حينما يَنقدُ يَستمتع وينشرح صدرُهُ وكأنه جاءَ بمعجزةٍ لم يأتِ بها احدٌ من قبلِهِ وبعدَها يسرد معلوماتَة الشخصيةَ ومؤهلَهُ العلميَّ وحالُ لسانهِ يقول : انا المعلّمُ الناقد ، وانتَ المتعلمُ الناشئ ،وهذا الفعل يقيده بأغلالٍ تعوق ممارسته في المستقبلِ لكونِهِ من الصعبِ كسب قناعة الكاتب ، وقبل هذا كله للنقدِ اركان يجب مراعاتها ، فهي قراءةٌ ففهمٌ فتفسيرٌ فحكمٌ ، وان يكون النقد والدراسة من واقعٍ أدبي ذي أهميةٍ اجتماعيةٍ:لا تصيّد للأخطاء الاملائيةِ والنحويةِ ..!!
، ويوجد من يخلق من النص الزاكي خطأً فاحشًا وينسبُهُ للكاتب وهذا مما يكدر الصفوةَ الأدبيةَ ، وإنه من المؤسفِ أننا نعاني من ندرة النقّاد الذين يجعلون منك كاتبًا ادبيًا ناجحًا، او شاعرًا جهبذًا فحلًا .. وكما قال الأديب : (.. ولولا النقاد لهلك الناس، وطغى الباطل على الحق، ولامتطى الأراذل ظهر الأفاضل، وبقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجال)
نحنُ في امسّ الحاجة الى اعداد دورات تثقيفية توعويه فكرية لتنمية الحوار العام . خصوصاً اذا كان هذا (النص) خارج من شعور وجداني ، لكونه مبني على نصوصٍ دستوريةٍ تبيح حريةَ التعبيرِ للقارئ ، وفي كل الأحوال النقد الجارح يولد قوة عند الواثقين من قدراتهم لا سيما اذا استفاد من الكبوات السابقة "فلكل جوادٍ كبوة" ..
اخيراً "ليس ثمّة شك بأنه ليس هناك احد معصوم من الخطأ بعد النبي صلى الله عليه وسلم" وهذه قاعدة جليلة عقدية من قواعد السنة والجماعة والكل يؤخذ من قوله ويرد بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الامام مالك.

بواسطة : صدى تبوك
 2  0