×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
متعب المبلع

تركيا ليست دولة في أفريقيا
متعب المبلع

هذا ماقاله الرئيس الأسبق لتركيا " عبد الله جول " وهو ليس تصريحاً عنصرياً متعالياً كما يظن البعض ، ولكن الرجل يدرك حقيقة من هي تركيا؟ ومن هم شعبها ؟ وماهي حضارتها ؟ وفي أي قارة توجد ؟

إن ماحدث بالأمس لو كان فيلماً سينمائياً جديداً من أفلام هوليود لحصل على جائزة الأوسكار بترشيح الجميع " لسمو قصته "
أن يجتاح الجيش العاصمة ويسيطر على الإذاعة والمطار ويعلن السيطرة التامة على مفاصل الدولة
أن يتصل الرئيس من خارج العاصمة وفي مكان مجهول بإحدى الإذاعات المحلية ويتحدث عبر الفيس تايم ويقول للشعب اخرجوا للميادين ونددوا بالإنقلاب
أن تتصدى الشرطة للجيش وتقف مع الرئيس ليس حباً فيه وإنما لأنه الرئيس المنتخب
أن يسعف المواطنون رجال الشرطه وينقلوا مصابيهم للمستشفيات
أن يمشي الجندي من الجيش ذليلاً بين أفراد الشرطه قد فقد هيبته واحترامه لسبب واحد فقط وهو أنه قد خرج على القانون
هذا لم يحدث إلا في الدول التي تقدس القانون وتجله وتجعله الفاصل بينها في كل خلاف لهذا فالقانون فوق كل أحد في تركيا
لم يفشل الانقلاب إلا لأن الشعب التركي يدرك معنى الديموقراطيه وأنها لن تأتي أبداً على ظهر دبابه أو عن طريق طائرة حربية تخترق حاجز الصوت لترهب المواطنين المنددين لها في ساحات المدن
وأن تقف دول كبرى وتدعم الانقلاب بمخابراتها وأموالها ثم يفشل الانقلاب وتفشل هذه المخططات . هذا أيضاً ياسادة لم يحدث سوى في تركيا
قلناها قديماً وقيلت من قبلنا
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
وأنه لا قوة تعلو على قوة الشعوب
وهذا ماأدركه أردوغان جيداً فصدق شعبه وصدقوه ، وهكذا الشعوب تظل دائماً وفية للذين يعملون بصدق وإخلاص معها
كم فخرت بتحالفنا مع هذا الشعب العظيم الذي وجه رسالة إلى كل زعيم من زعماء العالم لديه جنون الغطرسة والعظمة فظن تركيا من دول العالم الثالث يتلاعب بشعبها كيفما يشاء فأجابوه بأننا شعب متحضر لم نبني دولة من يوم أو يومين وإنما سلالة امبراطورية حكمت أوروبا وتعلمت معنى الحياة المدنية وعاشتها لقرون .
لهذا كان خيار المملكه خياراً موفقا عندما تحالفت مع هذه الدوله لأسباب :
أنها دولة إسلامية
أنها حكومة منتخبة
أننا نحتاج الى صديق قوي في هذه المرحله التي يمر بها العالم العربي لتكون أهدافنا ومصالحنا واحدة ومشتركه بعدما غدرت بنا دول وأرادت التآمر علينا وإخضاعنا لتوجهاتها ومصالحها وسياساتها
فالحمد لله على أننا لم نخسر هذا الحليف القوي والذي أريد له أن يتمزق كما تمزقت دول المنطقة ولكن هذا الحدث لا يجب أن يمر علينا مرور الكرام فلا بد أن نتعلم الدروس منه وأعظم درس يمكن أن نتعلمه من حدث الأمس هو أن نعلم من الصديق لنا ولأفكارنا وتوجهاتنا الدينية والسياسية والاستراتيجية ومن العدو لها
لقد ظهر أعداء تركيا بالأمس من بني جلدتنا من قنوات وكتاب ومشايخ يباركون هذا الانقلاب ويشجعون عليه ويتمنون للتحالف العربي التركي أن يسقط ولم يتبق لهم سوى أن يقولوا العبارة التي لو نجح الانقلاب لنطقوا بها وقالوها وهي :
تحيا روسيا وتحيا إيران !!

بقلم / متعب المبلع
بواسطة : متعب المبلع
 1  0